عن الشلل التام في العمل البلدي: بانتظار الفرج عن الشلل التام في العمل البلدي: بانتظار الفرج عن الشلل التام في العمل البلدي: بانتظار الفرج

عن الشلل التام في العمل البلدي: بانتظار الفرج

يوليو 7, 2023

A-

A+

في جميع البلدان، تلعب البلديات دورًا مهمًا في توفير الخدمات والمرافق الأساسية للسكان، بما في ذلك المياه والصرف الصحي وإدارة النفايات وصيانة الطرق والبنية التحتية المحلية. غالبًا ما تتأثر العلاقة بين البلديات والأفراد بجودة هذه الخدمات وفعاليتها. إذا تمت إدارة الخدمات بشكل جيد وسريع الاستجابة، فيمكنها تعزيز علاقة إيجابية بين الاثنين. لكن في لبنان، فشلت البلديات في الاستجابة لمطالب الناس مما خلق علاقة كراهية بين الاثنين. المشاكل تزداد حدة والبلديات في موقع المتفرّج.

واجه لبنان تحديات كبيرة في نظام إدارة النفايات، ففي الماضي القريب، أدى إغلاق أكبر مطمر في البلاد عام 2015 دون حل بديل مناسب، إلى أزمة نفايات كبيرة. منذ ذلك الحين، كافحت الحكومة لوضع خطة فعالة لإدارة النفايات، مما أدى إلى عدم كفاية جمع النفايات ومعالجتها والتخلص منها كلما تراكمت القمامة، زاد عدد الأشخاص الذين يشتكون من البلدية لعدم قيامها بأي شيء وبعدم وضع أي خطة أو رؤية تنموية ومستدامة على الصعيد المحلي.

مما لا شك فيه أن قضية النفايات في لبنان تتشابك مع التحديات السياسية والإدارية، إذ أدت الانقسامات السياسية وأوجه القصور البيروقراطية والتأخير في اتخاذ القرار إلى إعاقة تنفيذ حلول إدارة النفايات المستدامة.

غالبا ما تواجه البلديات في لبنان قيودًا مالية يمكن ان تؤثر على قدرتها في استكمال المشاريع وتقديم الخدمات الاساسية. ان عدم كفاية التمويل وقيود الميزانية يمكن أن يمنعهم من تلبية احتياجات مجتمعاتهم بشكلٍ ملائم. هذا ما يمكن وصفه بالعموم، ولكن شكل الفساد وسوء الادارة عامل أساسي في البلديات لعدم انتاج أي خطة ورؤية وإدارة صالحة. وهذا ما عرقل الاداء السليم للبلديات والتأخير في انجاز اعمالهم الموكلة إليهم واختلاس الاموال وتحويل الموارد بعيدًا عن الاغراض المقصودة.

فطوال هذه السنوات، واجه لبنان العديد من التحديات الخارجية بما في ذلك ازمة اللاجئين السوريين والانكماش الاقتصادي والانفجار المدمر في بيروت في آب ٢٠٢٠، وصحيح ان هذه الاحداث فرضت ضغوطًا اضافية على البلديات ومواردها مما جعل من الصعب عليها الوفاء بالتزاماتها بشكل فعال.

غير ان معظم البلديات ظلت بعيدة عن كل ما يجري في قراها او مدنها ان على صعيد صيانة الطرقات والصرف الصحي أو على صعيد النفايات، فبعض القرى والمدن غارقة في بحر من النفايات.

بالاضافة إلى النفايات المنتشرة، وضع الطرقات ليس بأفضل الأحوال، غياب الصيانة والجور كل يوم تودي بحياة المواطنين والظلام زاد من عدد حالات السرقة وانفلات الأمن وبالطبع البلديات بحال من الغيبوبة  والشلل التام.