ماذا لو استضاف لبنان كأس العالم؟

ديسمبر 9, 2022

A-

A+

يتجمهر اللبنانيون في كلّ مناسبةٍ متناسين ألمهم الأكبر، ومعاناتهم العظيمة على شتّى الصعد وفي مختلف زوايا الحياة، وبالتزامن مع فترة المونديال، تزداد هذه التجمّعات وتتبلور في وقتٍ هو الأصعب على المواطن اللبناني، الذي بات “الفوتبول” متنفسه الوحيد، بالرغم من فشل حكومته “الوطنيّة” من تأمين بثّ مباشر مجاني لمواطنيها.

لكنّ اللبنانيّ، الجبّار، المقاوم، والمواجه لكلّ السّلبيات، بروحٍ مرحة، وإرادة صلبة، جعل من المطاعم والكافيهات، ملاذه في كلّ لعبة، ليشجّع ويصرخ ويبكي مع كلّ فوزٍ أو خسارةٍ لمنتخبه.

أرقام متزايدة ومرتفعة تسجلها المطاعم والمقاهي في هذه الفترة، ما ساهم في انتعاشٍ اقتصادي ولو على الصعيد المحلي وفي الدائرة الضيّقة، ولكنها بمثابة شمعة وسط كوكبٍ من الظلام والعتمة. لكن يبقى للمواطن اللبناني، أن يسأل نفسه، ولو بصوتٍ خافتٍ وخفيف، هل سيستقبل لبنان المونديال في أحد الأيام؟

لا شيء، أبداً، يمكنه أن يحدّ من إرادة اللبناني إذا أراد شيء، من منّا نسي وطننا عندما استقبل دورة الألعاب الفرنكوفونيّة السادسة في العام 2009؟

حيث أقيمت الاحتفالات وشيدت القرية الفرنكوفونية التي استضافت حوالى 3000 شخص من 47 دولة شاركت في الألعاب، إلى جانب 23 دولة شاركت بصفة مراقب، وحضر حينها لمدة تسعة أيام وأكثر رؤساء جمهوريات وفرق رياضيّة مشهورة، ووزراء خارجية وشباب ورياضة، وممثلي دول كبرى.

كان هدف الدورة الأساسي حينها، تطوير الرياضة في لبنان وتحسينها وإعطاء التوعية اللازمة لتطوير جميع الاتّحادات.

كان حدثاً أبهر العالم بتنظيمه، وجعل من المدينة الرياضيّة محطّ أنظار العالم، حرّكت العاصمة بيروت، ولبنان أجمع، ونشطت السياحة بعدها في فصلي الصيف والشتاء، وازدادت أعداد السيّاح الأجانب، وحرّكت عجلة الاقتصاد بشكلٍ لا يصدّق، على الرغم من أنّ هذا المهرجان الرياضي العالمي هو الحدث الرياضي الرابع الكبير في تاريخ لبنان الذي استقبل دورة الألعاب العربية العامين 1957 و1997، ودورة ألعاب البحر المتوسط العام 1959 وكأس الأمم الآسيوية لكرة القدم العام 2000.

كان للبنان حينها وجةٌ ناصع أمام الشّرق والغرب، بتكاتف وتعاون دول العالم مع لبنان. هذا كلّه حدث بوقتٍ قصير وعلى مراحل، فكيف بمونديال بحجم الذي تستقبله قطر؟ كيف سيعكس صورة لبنان؟ وكم سيساهم في نهضة لبنان الاقتصاديّة؟

سؤال لا يمكن سوى للسلطة ذاتها أن تجاوب، سلطة لا يهمّها سوى مصالح أفرادها وتقسيماتهم وامتيازاتهم، سلطة جعلت من لبناننا، لبنانهم المنعزل الشبيه بهم.