عامان ولا نزال نردد “صفر خوف”
فبراير 3, 2023
A-
A+
تمر الذكرى السنوية الثانية لإغتيال الناشط والباحث السياسي لقمان سليم، وكأن شيئا لم يكن، فلا عدالة تتكلم ولا تحقيقات حتى اللحظة في الملف، الملف لا يزال فارغاً من أي دليل أو حقيقة، لا استجوابات، لا صور ولا تسجيلات كاميرات وكأن لا من مفكر قتل ولا من جريمة وقعت. فليس بغريب على بلد تطوف فيه الأزمات العاصفة على كل الأصعدة.
اليوم، نحيي الذكرى الثانية بغصة “العدالة المخفية” على مقتل انسان كلامه يشع بالحقيقة والصراحة، ومليئ بالواقعية والمنطق، فهذه كانت جريمته، تعوّد وعوّد معه الناس على الكلمة الحرة الصادقة، وهذه كانت ضريبة مقتله خوفاً من تفشي هذه الكلمة اكثر بالمجتمع والكشف أكثر عن أمور لا تصب أبدا بمصلحة الطرف المعني.
اليوم، أصبحنا في بلد نستذكر فيه الأشخاص الذين يريدون دولة العدالة القانون لحماية المواطن من “شريعة الغاب” الذي يعيش فيها، بوقت نعيش مع سلطة قاتلة تنفذ اجندات خارجية لا مبالية بالوضع الذي نعيشه ولا بالشعب “العايش الميت” مع تصاعد الدولار كل يوم بشكل صاروخي وتزايد الأعباء المتواجدة لديه يوم تلو الاخر، واذا انحرف أي مواطن وعارض هذه السلطة قليلا وأجنداتها يأكل نصيبه.
بالمقابل، تحيي عائلة سليم وأصدقاؤه ومؤسساته، اليوم، الذكرى السنوية الثانية لاغتياله ضمن فعاليات تُقام على مدار ثلاثة أيام ترافقها نشاطات ثقافية من وحي هذه المناسبة، تحت شعار “العدالة ولو سقطت السّماوات”.
ويتحدث أفراد من عائلته ودبلوماسيون وأصدقاء في اليوم الأول من الاحتفال الذي يُقام في دارته في الضاحية الجنوبية لبيروت، وتوزع خلالها أربع جوائز تحمل اسمه، تماماً مثل العام الماضي، تليها زيارة مؤسّسات لقمان: «دار الجديد»، و«أمم للتوثيق والأبحاث»، و«الهنغار»، و«هيا بنا»، و«مؤسسة لقمان سليم». وتستضيف «خيمة لقمان» التي تقع قرب المرفأ، السبت والأحد، لقاءات فكرية وسياسية.
اذا، لو كان أصحاب القرار أمثال لقمان سليم، لكنا عشنا في دولة تحترم نفسها في البداية وتطبق دستورها وقانونها بحرفية تامة، وتكون مستقلة فعليا، وتقوم بتحقيق شفاف وعادل بعيد عن الضغوطات المافيا ميليشياوية ولا بفعل العكس أي تدميره كليا لأن الحل ليس بيد الحاكم، بل بيد الأجندات. فمع مقتل لقمان سليم ومنطق اللاعدالة المتفشية، كلمة جديدة تسقط كما سقطت سابقاتها مع جبران تويني وسمير قصير وغيرهم، كلمات مفعمة بالقوة والجرأة والمنطق الصريح. فهل سنشهد تساقط لكلمات أخرى؟
إدعموا الصوت العالي، ساهموا معنا عبر الضغط على الصورة: