عن اعلامنا وإعلاميينا المطبّلين
أغسطس 29, 2022
A-
A+
مما لا شك فيه أن الإعلام التقليدي في لبنان ووبعض الإعلاميين، يلعبون دوراً أساسياً في التسويق للمنظومة السياسية التي أوصلتنا إلى الهلاك الذي نحن نعيش فيه. ومما لا شك فيه أيضاً، ان ما يعيشه اليوم لبنان من مآسٍ وأزمات، سببها الإعلام التقليدي الذي لا ينفك عن التسويق وتلميع وتطبيل للوجوه نفسها وللطبقة الحاكمة نفسها. فجأةً، من حيث لا ندري، تخرج الطبول وترتسم الابتسامات على وجوه الإعلاميين والمراسلين، تبجيل فاقع، سياق فوقي، متعالٍ، سلطويّ، اكتسبه الإعلاميون في لبنان عبر سنوات من تراكم النجومية، واحتكارهم الخطاب العام، وبناء شبكة علاقات مع الطاقم السياسي. هذا السياق نفسه يوصلنا في نهاية الطريق إلى الدفاع عن السلطة.
عندما ترى اعلامي يستخدم عبارة “إن اتفقت ام اختلفت معه بالسياسة” فاعلم انها تغريدة او منشور او حملة تطبيلية للزعيم، ويمكن ان يكون قد حصل على اموال مقابل هذه الخطوة التسويقية.
وعلى بُعد اربعة ايام من دخول لبنان في مرحلة انتخابات رئاسة الجمهورية، حيث من المفترض ان تسقط صفة التشريع عن المجلس النيابي ويصبح هيئة ناخبة لانتخاب رئيس الجمهورية، بدأت حملة اعلامية كبيرة للتسويق لمرشح معروف بقربه من النظام السوري وهو سليمان فرنجية، والعجيب في الموضوع، ان من يدعي السيادة هو أول من أطلق الحملة التسويقية الداعمة له.
انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، نهار الجمعة فيديو مدته 45 ثانية، يظهر محاسن و”مفاتن” رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، تحت عنوان “يحمل سليمان فرنجية صفة المرشح الطبيعي لرئاسة الجمهورية”. وبعد حملة من الاعتراض والانتقادات الواسعة، حُذف الفيديو عن مواقع التواصل الاجتماعي.
اما الأحد، فهرع عدد من الاعلاميين من مختلف المحطات الإعلامية، إلى إهدن، ليمجدوا بفرنجية وللتسويق له عبر صفحاتهم الخاصة، فانهالت علينا صورهم من اللقاء الخاص مع عبارات جميعها بدأت ” إن اتفقت ام اختلفت معه بالسياسة، إن احببته ام لا، ان وافقته بالسياسة ام عارضته…”.
نعم هذا هو اعلامنا في لبنان، ونعم هذا هو السبب الأساسي لعدم تمكننا من احراز اي تغيير حقيقي وجوهري في عقلية اللبنانيين وفي العمل السياسي.
الأكثر قراءة
- رقصة اولى حولها القدر الى الرقصة الاخيرة: نزيف الأقليّات مستمرّ فانيسا حبيب
- في خدمة الحريّة: مستمرون في مواجهة الهمجيين والبلطجيين والميليشيا محمد الغزاوي
- عن التروما التي تعشقنا وتحاول قتلنا كارل حدّاد
- مجموعة “بريكس” تتوسع: هل ينتهي عصر الدولار؟ رَهادة الصميدي