العصيان يطيح بالطغيان: التوقيت الشتوي انتهى

مارس 27, 2023

A-

A+

ما حصل في لبنان ليس خلافاً طائفياً “اسلامي – مسيحي” كما حاول البعض تصويره، بالحقيقة ما حصل هو عصيان مدني بكل ما للكلمة من معنى. لأول مرة يتمكّن الضغط الشعبي من توقيف قرار جائر غير قانوني تم بحسب اهواء زمرة حاكمة فاسدة، لأول مرة تمكن الشعب اللبناني من قول لا وعدم الالتزام بقرار دولة أفسدت البلاد والعباد.

ان العصيان المدني الذي حصل نهاية الأسبوع الماضي أبعد بكثير من مجرد رفض قرار سخيف لسلطة بهلوانية، بل إنه دليل إضافي يؤكد أنّ وحدة الشعب بوجه السلطة كفيلة بقلب كل المعادلات. فبعد ما قال ميقاتي منذ ساعات “ما اتخذ قد اتخذ” تراجع تحت ضغط الناس والشركات وكل القطاع الخاصّ. ما حصل يجب أن يتكرر في كل لحظة ومقابل كل قرار اعتباطي غبي أو كل انتهاك للسيادة وكل ارتهان للخارج.

وأخيراً وبعد عدم الامتثال لدردشة بري ميقاتي، وخصوصاً رفض شريحة كبيرة من جميع الطوائف، وبعدما باتت معظم المدارس والمستشفيات، والمحلات التجارية، والاعلام يتبع التوقيت الصيفي، خضع نجيب ميقاتي لرغبة الشعب وعاد عن قراره الذي نفذه بأمر من بري. وهذا بحد ذاته مخالف للقانون ولمبدأ فصل السلطات.

بالمقابل وللمرة الثانية، فشل بري بتمرير ما يريده. في المرة الأولى من قبل نواب المعارضة الذين رفضوا تأمين النصاب لجلسة نيابية يتم التجديد من خلالها للواء عباس ابراهيم، واليوم بالضغط الشعبي سقط تمديد التوقيت الشتوي.

واليوم، وبعد الجلسة الحكومية، أعلن نجيب ميقاتي أن “المجلس قرر اعتماد التوقيت الصيفي اعتباراً من ليل الأربعاء – الخميس المقبل”.