ضرب رأس رستم باشا بعصاه.. تعرّفوا على قصّة الأب جبرائيل موسى السبعلي وعصاه

أبريل 17, 2024

A-

A+

وقف رهبان دير مار أنطونيوس قزحيا، في العام 1877 إلى جانب أبيهم العام أفرام جعجع البشراوي الذي تعرَّض للعزل بالقوّة من قبل تجّار الهيكل بسبب مساندتِه لثورة قائد المقاومة اللبنانية يوسف كرم على الإحتلال العثماني، وقد تورّطَ بعض أركان الكنيسة المارونية والرهبانية باضطهاد الأب العام البشراوي وحاولوا فرض رأيهم على رهبان دير قزحيا بحجة أمر الطاعة.

لكنَّ رهبان دير قزحيا جاهروا بأنَّ طاعتهم للرب وللحق، فسارع البعض إلى تقديم شكوى بحقِّ الرهبان العاصين إلى المتصرف العثماني رستم باشا الذي أسرع بإصدار مذكرة جلبٍ بحق رهبان دير قزحيا إلى سرايا أهدن.

وقفَ رجال دير أنطونيوس الكبير أمام ممثل السلطان العثماني، رستم باشا، وجهًا لوجهٍ وعينًا بعينٍ. إشتدّ الجّدال فوجّه الباشا إهانات تحقيريّة لرهبانيتهم ولبنانهم، فسارعَ الأب جبرائيل موسى السبعلي على سحب عصاه السنديانيِّةَ وفجَّ بها رأس رستم باشا.

وبحلول اليوم التالي داهمت قوّة تركيّة دير قزحيا وطوَّقته وقامت باعتقال رهبانه الذين تعرّضت ظهورهم للضرب المبرح علَّمهم بها أحد إنكشارية رستم باشا أثناء المواجهة فتمّ تكبيلهم وربطهم بسلاسل الحديد والحبال وجرّهم إلى معتقل بيت الدين!

طارت أخبار نكبة رهبان دير قزحيا إلى إخوانهم رهبان أديار بلاد البترون وجبيل، فالتأموا باجتماع حربي طارئ وأخذوا قرار تحرير إخوتهم مهما كانت التضحيات والثمن.

من أديار قرطبا وطورزيا وعنايا وحوب وميفوق والقطّارة وكفيفان تدفَّق سَيل الرهبان مسلَّحين بزنودهم البارعة وباستراتيجية حرب العصيّ والمعاول وبعض ما تيسّر من البنادق، فوصلوا إلى النقطة المُتَّفق عليها عند جسر المدفون!

لاحَ على رهبان جبيل والبترون موكب رهبان قزحيا المعتقلين، فتحولوا إلى غضبةِ ريح هبَّت لتنقذ إخواتهم في الرهبنة فبطشوا بإنكشارية السلطان وأذاقوهم ذات الطّعمة التي أذاقها إخوانهم رهبان دير قزحيا لرستم باشا وإنكشاريتهم.

وبعد معركة ضاريّة، حرَّر رهبان جسر المدفون مُعظم إخوتهم المربوطين بحبال الخيلِ من وادي قزحيا، لكنّ وصول دورية تركيّة ضخمة ومفاجئة حال دون تحرير جميع الرهبان الأسرى الذين استأنفوا درب جلجلتهم وصولاً إلى معتقلات سرايا بيت الدين فذاقوا طعم الشهادة.