معلمٌ كاد ان يستقبل “إكسبو لبنان”… تعرفوا على قصة معرض رشيد كرامي الدولي

أبريل 26, 2023

A-

A+

نشأت فكرة اقامة معرض دولي في مدينة طرابلس، خلال فترة النصف الثاني من الخمسينات، وتم وضع حجر الاساس خلال هذه الفترة. وكانت الغاية الاساسية من انشائه اقامة معرض عام دولي دائم، تشترك فيه الدول أو شركات، سواء كانت محلية أو عربية واجنبية، بهدف التعرف على المنتجات وتبادلها وتعزيز دور التجارة في لبنان، تماماً كمعرض إكسبو دبي الذي حصل في العام 2020.

هذا البناء الضخم، شُيد على مساحة مليون متر مربع بتصميم هندسي غريب مع اعتماد مادة الباطون للبناء. شرع المهندس البرازيلي العالمي أوسكار نيماير في عام 1962 بإنجاز المعلم في عهد الرئيس فؤاد شهاب سنة 1964، وتوقف العمل به عام 1975 بسبب اندلاع الحرب الأهلية ولم يكتمل منذ ذاك التاريخ.

أصدر نيماير، قبل وفاته بأشهر قليلة، كُتيباً ضم فيه أبرز إنجازاته الهندسية التي أشرف على تنفيذها، وعندما سُئل لماذا لم ينشر أي صورة عن معرض رشيد كرامي الدولي، أجاب: “لماذا أعرض صوراً للموقع الذي أهملوه حتى قتلوه؟”.

يضم المعرض 120 ألف متر مربع من الحدائق أرادها نيماير مفتوحة دون أسوار و33 ألف متر من البرك المائية و20 ألف متر من القاعات، تضم المسرح المكشوف، المسرح التجريبي، صالة المؤتمرات، متحف الفضاء، قاعة المعارض، بيت الضيافة.

عقب الحرب الأهلية في لبنان، تحول المبنى الضخم إلى مأوى للمسلحين والميليشيات وتحولت صالاته الشاسعة لمخازن السلاح والذخيرة وصارت بعض صالاتها سجوناً ومراكز تعذيب وتصفية.

في العام 2002، تم اجراء مناقصة دولية مفتوحة لتلزيم المعرض على طريقة  الـD B O T ففازت شركة سيدر لند الاميركية بها، وكان من المقرر تأهيل المباني الحالية، اقامة مدينة ملاهي شبيهة بديزني لاند، مسرح ثلاثي الأبعاد، فندق من مستوى خمس نجوم يضم ما بين 200 و300 غرفة مع مجموعة من المطاعم، معارض متخصصة أو دولية بمعدل معرض كل شهر، مدينة ألعاب مائية فيها أربع بحيرات وشاليهات مستوحاة في تصاميمها من جزر فيدجي واليابان (حوالي 300 شاليه).

وكان مقدراً لهذا المشروع النجاح لولا نشؤ حرب العراق و تخوف المستثمرين الاميركيين من التوظيف في لبنان، وصعوبة ادخال متمولين لبنانيين وعرب واجانب مكان الاميركيين.

لكن ملامح المعرض تتلاشى ببطء بسبب جولات متكررة من التناحر على مدى السنوات الستين الماضية، وضعف الصيانة، فضلاً عن أزمة لبنان المالية المستمرة منذ ثلاث سنوات، وتم إدراج المعلم على لائحة التراث العالمي بصورة استثنائية وسريعة وعاجلة، وهو الآن على لائحة الخطر لأن وضعه متأزم.