معلَم شاهد على تاريخ بيروت: تعرفوا على قصة ميدان الخيل

قبل مئة سنة، إتخذ والي بيروت في السلطنة العثمانية “عزمي بك” قراراً باقتطاع جزء من عقار حرش بيروت التابع لبلدية بيروت لإنشاء كازينو وميدان لسباق الخيل.

وفي العام 1920 انتهى بناء الكازينو الذي كان يتوسط مرمح السباق والمدرّج المزين بقناطر وبخطوط منها عبارة: “الخيل معقود بنواصيها الخير”، وكان المبنيان يتميّزان بطابع معماري عثماني.

وفي العام نفسه، تمّ الإعلان عن دولة لبنان الكبير في الأول من أيلول من على درج الكازينو الذي هو اليوم قصر الصنوبر مقر إقامة السفير الفرنسي.

انطلق العمل رسمياً في الميدان عام 1922 وكانت تلك بداية لمرحلة ذهبية كان الميدان يستقبل فيها كبار الشخصيات من لبنان والعالم وتجري فيه السباقات يومي السبت والأحد بمعدل ثمانية في كل مرة.

ومن كبار زوار ميدان الخيل، شارل ديغول، بول دو غريس ملك اليونان، وشاه ايران وغيرهم كثر، وكانت العادة أن يزور رئيس الجمهورية ميدان الخيل مرة كل سنة على الأقل ويجلس في اللوج الرئاسي المخصص لكبار الشخصيات.

كانت الطريق التي تخترق حرش بيروت وسباق الخيل ممراً للكارافانات، وكان هناك امتداد للحرش ولميدان سباق الخيل في قلب المدينة، ولم يكونا معزولين عنها كما هي الحال اليوم. منطقة الطريق الجديدة مثلاً قبل اجتياح الباطون لها كانت تضم أماكن لتربية الخيول.

خلال الاجتياح الإسرائيلي لبيروت، تهدّم المدرّج ومنشآت السباق ومبناه الأساسي، واحترقت كمية كبيرة من أشجار الصنوبر في حرش بيروت وفي ميدان السباق. ولاحقاً تم تزفيت طريق ممّر الأحصنة الواقعة بين الحرش والسباق، وبذلك تم تقسيم رئة بيروت الخضراء إلى رئتين.

اليوم، المدرّج آيل إلى السقوط ومُهمل، وهو إن تمّ الاعتناء به، يمكنه أن يستوعب أعداداً كبيرة من الناس، قد تأتي ليس فقط لحضور السباق بل لمشاهدة عروض مسرحية مثلاً أو موسيقية تقام على مدار الأسبوع، كما يشير المدير العام لسباق الخيل نبيل نصرالله، وبالتالي يمكن الاستفادة من هذه المساحة الكبيرة المهملة في المدينة.