نحن المغارِبة.. كلُّنا فلسطينيُّون!

يناير 20, 2025

A-

A+

نحن المغارِبة، من ساكِنة جنوبِنا إلى الشَّمال، كنَّا طيلة العقودِ الأخيرة نؤمِن بمقولة: “غزَّة أولى من تازَة”، وهي تعبيرٌ عامِّيٌّ كُنَّا معه نُطبِّع مع كونِ القضيَّة الفلسطينيَّة هي قضيتُنا أيضاً، ورسالتُنا أيضاً، واختيارُنا الدَّائم.

وإن كانتِ السُّلطاتُ المغربيَّة، لِما لها من تقديراتٍ مرتبطةٍ بتحالفاتِها الخارجيَّة، خصوصاً في ظلِّ تواجدِنا قُربَ جارٍ لا يزالُ يؤمِن بافتعالِ الخصومة حول أرضٍ هي لنا وتحتَ حُكمِنا، خاضِعةٍ لسيادتِنا واقتصادِنا وثقافتِنا، وجذورِها التاريخيَّة هي جذورُنا – وإن كانت قد أعادت علاقاتِها مع الكِيان – فإنَّ الشَّعبَ لا يزالُ يؤمِن بأنَّ غصنَ شجرةِ الزَّيتون المتواجدِ في أعلى جبالِ سُوس هو نفسُه الغصنُ المتواجدُ بالضِّفة.

وحتى والدَّولة توقِّعُ اتفاقَها الثُّلاثي، لم نكن في المغرب نؤمِن بشيءٍ غيرَ أنَّ الاحتلالَ مرفوضٌ، والمقاومةَ مشروعةٌ. ولن أخفيكم أنَّنا نسيرُ في المغرب نحوَ شبهِ نبذٍ لإسرائيل وكلِّ ما هو مرتبطٌ بالكِيان. يكفي أن تذكُرَ إسرائيل في أيِّ شارعٍ مغربيٍّ أو وسطَ أيِّ زقاقٍ في أيِّ حارةٍ كي تدري أينَ يسيرُ الموكب.

لم نعتبِر يوماً في المغرب أنَّ ما يقومُ به الكِيانُ ليسَ إجراماً وإرهاباً في حقِّ الشَّعب الفلسطينيِّ الأعزل، ولن نكن يوماً في صفِّ الكِيانِ شعباً، رغم أنَّ ما سُمِّيَ زوراً بمحورِ المُمانعةِ كان دائمَ الخدمةِ لمصالحِ أعدائنا في المملكة.

هذا الموقِفُ ليسَ موقفي فقط، بل موقفُ شعبٍ، موقفٌ يسيرُ في العقيدةِ والرُّوحِ والفِكر، موقفٌ تستطيعُ استنشاقَهُ في الهواء، والإيمانَ به في الخِطاب، واستشعارَهُ في قسماتِ الوجوه، وفي تاريخٍ من الدَّمِ والجِهادِ والعروبةِ والدِّينِ المشترَك. أواصرُ لم يقضِ عليها الزَّمنُ في شيء.

كلُّ هذا ونُطبِّع؟

كلا.