لماذا رئيس من خارج دُمى الممانعة؟
فبراير 7, 2024
A-
A+
مرّ أكثر من عامين على الفراغ الرئاسي الذي شل هذا الموقع وشلّ معه الكثير من المراكز الأخرى حيث لا يمكن تعيين او انتخاب اي موظف من الفئة الاولى بظل الشغور الرئاسي.
عامان وعلى الرغم من إبداء معظم القوى السياسية اهتمامها بهذا الاستحقاق الأساسي، لا يزال قصر بعبدا بانتظار كلمة السر وباستواء الطبخة الرئاسية التي اعاقتها عدة أحداث آخرها أحداث غزة.
احداث الجنوب وعين حزب الله على الرئاسة
على عكس ما يروج له حزب الله عبر قياداته وكوادره الا علاقة بين ما يحدث في غزة امتداداً للجنوب في مسار الاستحقاق الرئاسي، فإن الداني والقاصي يدرك ان ما يحدث سيزيد حزب الله وخلفه رئيس مجلس النواب نبيه بري بتمسكهما بالمرشح “الطبيعي” لرئاسة الجمهورية سليمان فرنجية. فلحزب الله سوابق في التمسك بمرشحه على غرار التمسك بوصول ميشال عون لسدة الرئاسة.
لتمسك حزب الله بسليمان فرنجية نتيجة واحدة استمرار الفراغ الرئاسي كون هذه المرة لن يقوم اي طرف من المعارضة بالتفاهم مع مرشح حزب الله بموضوع الرئاسة على غرار تجربة “اوعا خيّك” في تفاهم معراب. فإن موقف المعارضة موحد هذه المرة تجاه رفض أي مرشح يفرضه حزب الله خاصةً في الطريقة التي تبنى بها حزب الله وحركة امل ترشيح فرنجية بحيث اصبح الامر بمثابة تحدٍّ للاطراف الباقية على قاعدة سليمان فرنجية او لا احد.
الخوف يكمن اليوم برضوخ اللجنة الخماسية لمبدأ ان اي رئيس افضل من الفراغ الرئاسي خاصةً ان ملامح التسوية في المنطقة بدأت تقرع طبولها حيث تعتقد اللجنة الخماسية ان يكون للبنان رئيس يفاوض في التسوية افضل من ان يكون لبنان خارج التسوية.
نعيد ونكرر ان وصول رئيس من الممانعة هو حكماً استمرار للاشرعية على الشرعية علماً ان اي رئيس حتى لو ليس مؤيد لسلاح حزب الله لن يتمكن من نزع سلاح حزب الله انما في الحد الادنى قادر على ارساء نوع من التوازن.
الدور المطلوب من المعارضة
في السابق، اطلق تكتل نواب التغيير مبادرة رئاسية حددت مواصفات الرئيس المقبل، وشددت على انها ستقوم بضغط شعبي في حال تم تجاوز المهل الدستورية لانتخاب رئيس الجمهورية. ومن المواصفات المطلوبة من الرئيس المقبل بحسب “تكتل التغيير”، ان يحمل الخسائر للمصارف وان يحد من عرقلة تحقيقات انفجار المرفأ، وان يكون خارج الاصطفافات والانقسامات، وان يحافظ على سيادة لبنان. من الجيد ان تبدي قوى التغيير اهتمامها بالاستحقاق الرئاسي ويجب عليها لعب دور مفصلي في الاستحقاق الرئاسي. وأول مطلب متوجب عليها هو عرقلة وصول رئيس من فريق ٨ اذار، المطلب الثاني هو إيصال رئيس له “طعم ولون”، واضح وحاسم في المسائل الوطنية خاصةً من ناحية سلاح “حزب الله” وسياسة لبنان الخارجية، عكس تماماً ما حاولت ان تروج له بعض من القوى التغييرية بانها تريد رئيس خارج الانقسامات اي بمعنى اخر لا نكهة له.
على قوى المعارضة وخاصةً القوى الجديدة التي دخلت المجلس النيابي ان تدرك اهمية استحقاق رئاسة الجمهورية عكس ما يروج له البعض بأن هذا الموقع اصبح بلا صلاحيات. فهو لا يزال موقع مهم في البلد ويمثل سياسة الدولة، لذلك عليها ان تسعى للعب دور اساسي في هذا الاستحقاق عكس ما حدث في استحقاق انتخاب نائب رئيس مجلس النواب حيث تشرذمت المعارضة. علماً ان الاستحقاق الرئاسي اهم بأشواط من استحقاق نائب رئيس مجلس النواب، على المعارضة اثبات نضجها في الاستحقاقات المصيرية في البلد وتكون على قدر الثقة الممنوحة لها من الشعب وان تتوحد لايصال رئيس قادر على انقاذ لبنان.
قوة موقع رئاسة الجمهورية
عكس ما يروج له البعض ان موقع رئاسة الجمهورية اصبح بلا فائدة، فإن هذا الامر لا يمت للواقع بصلة! فرئاسة الجمهورية تمثل سياسة البلد ولها دور كبير في تحديد صورة وتوجهات لبنان في المحافل الدولية، كما ايضاً لرئاسة الجمهورية القدرة على ترأس جلسات مجلس الوزراء والضغط لاتخاذ القرارات في جلسة مجلس الوزراء بالاضافة الى دور مهم في تأليف مجلس الوزراء بحد ذاته حيث لا تصدر مراسيم الحكومة الا بتوقيع من رئيس الجمهورية. فمن يروج لفكرة ان رئاسة الجمهورية غير ذي فائدة فذلك لغاية في نفس يعقوب.
لماذا رئيس من خارج ٨ اذار؟
من المهم جداً منع وصول رئيس من محور ٨ اذار، وذلك اولاً لفك العزلة الدولية عن لبنان، حيث اي رئيس من ٨ اذار سيزيد العزلة الدولية على لبنان وخاصةً من قبل الدول الخليجية، ثانياً لعدم تغطية سلاح حزب الله من الموقع الاول في الدولة اللبنانية لما في ذلك من إضعاف لدور الدولة والسلاح الشرعي، ثالثاً لمنع اكمال مسيرة الفساد في الدولة حيث قسم كبير من ٨ اذار له يد في الفساد في مؤسسات الدولة وايصال اي رئيس تابع لـ٨ اذار هو بمثابة اعلان استمرارية الفساد في الدولة.
الأكثر قراءة
- رقصة اولى حولها القدر الى الرقصة الاخيرة: نزيف الأقليّات مستمرّ فانيسا حبيب
- في خدمة الحريّة: مستمرون في مواجهة الهمجيين والبلطجيين والميليشيا محمد الغزاوي
- عن التروما التي تعشقنا وتحاول قتلنا كارل حدّاد
- مجموعة “بريكس” تتوسع: هل ينتهي عصر الدولار؟ رَهادة الصميدي