هل يعيد نصرالله مقولة “لو كنت أعلم” هذا الصيف؟ هل يعيد نصرالله مقولة “لو كنت أعلم” هذا الصيف؟ هل يعيد نصرالله مقولة “لو كنت أعلم” هذا الصيف؟

هل يعيد نصرالله مقولة “لو كنت أعلم” هذا الصيف؟

يوليو 28, 2023

A-

A+

بدأ فصل الصيف في لبنان بزخم وسط توقعات تفيد بأن الموسم هذا هو الأنجح منذ سنوات، ولكن كما كل صيف واعد في لبنان لا بدّ من أن يحصل أمر ما كي يعيق انفراج هذه البلاد ولو لفترة، فتكون هذه الفترة استراحة صغيرة و تنفس الصعداء للبنانيين قبل حلول فصل الشتاء عليهم وهطول المشاكل الأكثر غزارة من الأمطار.

إفتتح لبنان صيفه بعرض عسكري لحزب الله في الجنوب. عرض عسكري لم تُعرف أهدافه فعلاً، فهل كان للتهويل وتخويف الشريحة اللبنانية الأكبر التي تعارضه أم كان رسالة لتذكير العدو بأن المقاومة لا تزال بالمرصاد؟ ولم يكتفِ “الحزب” بذلك، فهو بدأ التصعيد في خطابات أمينه العام تجاه العدو مهددًا وواعدًا بأنه مستعد بأية لحظة فتح النار تجاه الصهاينة عدا عن فتحه النار اللاذعة في خطاباته على الدول العربية، والخوف بأن تبدأ حرب لا تحمد عقباها ليعود ويظهر التعبير الشهير “لو كنت أعلم” وتعود الدول العربية لسحب إستثماراتها من لبنان ويختفي السواح العرب معها.

وقد بدأت التوترات تظهر مؤخرًا مع الحادثة الجنوبية في الغجر، مع العلم أن حزب الله حتى الآن لم يردّ على التعدي الإسرائيلي الذي تمثل بوضع سياج في الجزء الشمالي للبلدة. فهل من حدث عسكري جديد في الجنوب اللبناني، أم أنّ مساعٍ خارجية ستساهم بفضّ التوتر بسلام: ويبقى السؤال ماذا بعد هذه الحادثة؟

الكثير يرجح بضربات عسكرية، مجهول البادئ بهكذا ضربة. سيناريو قد يدمر صيف لبنان كما عام 2006 ويدمر إقتصاده المنهك أساسًا، فهل سيتحمل الحزب عبئ الدمار والإنهيار كما كل صيف تقريبًا أم سيضع قرار السلم والحرب بيد الحكومة والإستراتيجية الدفاعية بيد الجيش، فيكون الحزب قد تصرف بعقلانية؟ فلو ضرب العدو أولَا، فالجيش هو من يدافع عن لبنان وسيادته وأمنه.

وقد تؤول الأمور لترسيم الحدود البريّة بين لبنان والعدو، فتصبح الحدود بيننا وبين إسرائيل كما جاءت التسمية في إتفاق الترسيم البحري، مفهومة ومحترمة من الطرفين، فتتوقف التعديات على الأراضي اللبنانية، وتتوقف معها نوعًا ما التوترات الحادة وهكذا ينعم الجنوب بالسلام الذي طال انتظاره. ولكن هل للبنان بإتفاق لترسيم الحدود البريّة منصف عكس الإتفاق البحري؟ كل شيء وارد من الطرف اللبناني، فكيف لمن تخلى عن حقوقه في الحدود البحرية ألا يعيد الكرّة بالملف البرّي؟ وهل سيُذكر إسم دولة إسرائيل مرة ثانية في هكذا إتفاق لتصبح دولة معترف بها من قبل حزب الله برّاً كما بحراً؟

ربما ستختلف السيناريوهات وتنخفض درجة التوترات هذه، ولكن السؤال هو، هل الحزب يستفيد من زرع التوتر وزعزعة الأمن في كل صيف يمرّ على لبنان؟ وهل الحزب مقاومة تجاه العدو أم مغتصب الوطن؟ كل هذا سيتم كشفه مع مرور الأيام فإما موجات التوترات هذه مستمرة إما هي متجهة للإنحسار.