‏صواريخ “السيّد” لن تخترق قوس القزح

يوليو 25, 2023

A-

A+

من بعد الزراعة على بلاكين البيوت ونظرته الاقتصادية بالتوسع شرقاً، والمائة الف مقاتل الذين ينتظرون اشارة من اصبعه للتحرك وافتعال ميني حرب اهلية عندما يغضب “سي السيد”، وصولاً الى الفجور العلني والواضح بتطيير القاضي بيطار وتطيير العدالة في جريمة تفجير العاصمة بنيترات الامونيوم، مروراً بسلسلة من الانتصارات الوهمية البارع في صياغتها وتحقيقها امام بيئته التي اصبحت مدركة لحجم ازدواجية المعايير وتناقض الحقائق عند هذا الرجل، اتحفنا الامين العام لحزب الله حسن نصرلله في آخر ظهوراته الإعلامية بخطاب فارغ من المعاني والرسائل السياسية لا يقدم اي جديد يصلح لان يكون حلقة من مسلسل باب الحارة من اخر اجزائه حيث الرتابة واستغباء الجمهور وركاكة النص  كانت العناصر الثلاثة الكفيلة بفشله النزول به الى قاع الاعمال الدرامية بعد سنوات من النجاح.

المثلية الجنسية تؤرق السيّد، لذلك خصص لها الجزء الأكبر من خطابه يوم السبت، معلناً الحرب على “الشذوذ” الجنسي بكل الوسائل الممكنة وبدون أسقف، محرضاً على افراد مجتمع الميم عين لانه من المقزز برأيه ان يكون شاب مع شاب او فتاة مع فتاة وان هذه الفئات هي سبب دمار مجتمع القيم الفاضلة الذي نحن فيه جراء غزوات الغرب الثقافية والاجتماعية وأهمية الخطر التي يتعرض له اطفال هذا المجتمع والذي يفوق نسبة ارسالهم شهداء الى هنا وهناك من اجل اي قضية هو يراها مناسبة بتوقيته.

وكما جرت العادة، اعطى الوكالة لنفسه وحمل راية محاربة “الشذوذ الجنسي” بتكليف شرعي لا نعلم من اعطاه اياه او كيف او لماذا؟

اصبحوا المثليين/ات هم الخطر الاكبر المصدّر من الشيطان الاكبر في بلد تتهاوى فيه القطاعات الواحدة تلوى الاخرى ويعيش الشعب فيه اكبر ازمة اقتصادية جعلت 80 بالمئة منهم تحت خط الفقر بعد ان نفذت هذه الطبقة الحاكمة المحمية من حزب الله اكبر سرقة موصوفة لودائع الناس وجنى اعمارهم. علاقات حب بين طرفين راشدين من الجنس نفسه محصورة بين 4 جدران باتت سبب انهيار جمهورية نصرلله وعلى سلم اولوياته الداخلية. تناسى نصرالله ربما ارتفاع نسبة الجرائم بحق الاطفال من تحرش واغتصاب وتزويج قاصرات وتعنيف منزلي ولزقها بالمثليين لانهم فئات مستضعفة حالها حال اي اقليات كانت الاكثر عرضة للاضطهاد على مر التاريخ.

تغيرت مواقع التصعيد من “ما بعد بعد حيفا” الى اعضاء الشعب التناسلية، وتبدل مفهوم المقاومة من مقاومة العدو الغاشم الى مقاومة الهوية الجندرية والميول الجنسية ليثبت مرة جديدة انه ينحدر بسرعة نحو الاسفل الذي سيرتطم به عاجلاً ام اجلاً بسبب انفصاله عن الواقع بشكل جذري.

وكي يصبح هذا الخطاب الاسطوري اشد سذاجة، كانت الحاجة لتدخل الجيش الالكتروني على منصة تويتر بالتغريد على هاشتاغ “الشذوذ الجنسي” المدفوع سلفاً من منافقين يخافون على قيم المجتمع من خطر فئة ميولها الجنسية في حين ان المجتمع مليئ بالجرائم الجنسية وغير الجنسية من اناس ميولها الجنسية مستقيمة !

في معركة الحريات الشخصية والثورات التي حصلت في العالم، المثليين/ات كانوا وكنّ في الصفوف الامامية وبالمواجهة العلنية، وفي تطور المجتمعات كانوا وكن حجر الاساس بنجاحها وتقدمها، وبالحروب والكوارث اثبتت هذه الفئة عن تعاطف ومساندة بمواقف تنيرها بالانسانية وحدها …

هذه الكائنات التي ابدعت في رسم الجمال، ولم تبخل يوماً بألوانها لتخفيف سودواية المشهد العام، لم تستسلم امام الحملات التي استهدفتها، لم تتراجع عندما اعدموها بجرم الحب، لم تضعف عند التهميش والتنمر والسجن والاضطهاد، ولن تهتز اليوم بخطاب تحريضي وتكليف شرعي، اتعلم لماذا ؟ لان الصواريخ لن تخترق قوس القزح في السحاب.