


الوطن يا بيروت هو ألا يحدث هذا كله
يوليو 15, 2024
A-
A+
ندافع عن قضية…
وكأن قضيتَنا في أفضل حالاتها
هل سمعتَ انفجارًا هزّ مدينتَنا؟
أو رأيتَ ظلامًا يُخيّم على قرانا الحدودية؟
حيث تدور معاركُ ليست بمعاركِنا
حيث تُقرع طبولُ حربٍ لا فائدة منها
حيث يُسمع أنينُ الجنوبيين
إثر صراعٍ يدفعون ثمنَه غاليًا
يتربع “ملكٌ” على عرشه تحت الأرض
ويترك مقاتلين يضحون بأنفسهم في سبيل الأوهام
يرسل قواتِه إلى الجبهة كطعم حيّ
عنوان حملته وفاءٌ ومقاومةٌ و”قدسية”
وجائزة المضحي قبرٌ باردٌ وسبيلُ مياهٍ في قريته
و”ملكُه” يُملي علينا الخطابات نصرةً لقضية وهمية
حقولُ وطني حيث سقط الجنود
أمست مثقلةً بالهموم ونيران الاحتلال
أمهاتٌ بكت على أولادهن
أراملُ بكيْن على أزواجهن
راحوا ضحيةَ ماذا؟
كذبة الفخرِ والاعتزازِ بعد الموت
في ليل لبنانَ يخفُق الأمل
بجيل لا يريد الحرب
يبحث عن نورٍ ينير جهالة المجتمع
يهمس بكلمات السلام والحرية
ويتوق لوعة ليرى هدوءًا وطمأنينة
لعلها تأتي مع رحيل الميليشيات

تآمر عليك الجنرالات يا لبنان
تشابكت مخططات إقليمية واحترقت
ومع ذلك يهتف العامة بأسماء زعمائهم
بينما يصرخ الغالب الأعمّ بأعلى صوت
“أمل وفجر ونور قريب”
نبحث عن لبنان حيث ضحكات الأطفال
عن لبنان حيث السمعة الطيبة
حيث الفرح والسرور لا النزق
حيث طبول الحفلات وصيحات البهجة
لا حرب يخوضها الفرس ضد بني صهيون
على أرض ما هي بأرضهم
قلوب جنودنا الشجعان حاضر
لكن كيانا محتلاً سلب وجودها
رغبنا في استحضارها وإعادته حيةً
لكن قتالاً دامياً استعر فأشغلنا
ورأينا بسببه أحلامًا مؤرقة
في ليل لا هدوء فيه ولا سلام
اغتيل قادة مجتمعاتنا
بسلاح ادعى حاملوه أنه يحمي الوطن
مع رحيل المفكرين اللبنانيين
عرفنا معنى الحرية وحلقنا عالياً لنيلها
فتحنا قلبنا للغرباء
دخلوا إلينا بفنون الأسلحة القاتلة
بيروت واسعة وفتحت أبوابها
عاصمة الحياة أنارت لبنان والمتوسط
شعاع أملها طال كواكب أخرى
لكن ثقافة فضلت رؤيتها ركاماً
لكل حياة كبيرها وصغيرها
وكبير بيروت يغتالها سافل
جبال لبنان عالية
بعلوٍّ يضاهي عظيم حبنا
لبلد لا نريده إلا سيدا ومستقلا
لكل جرح فيه شفاء وندبة
ودواء طعم مر وفقدانه أمر
وترياق صُنع بمحبة الأجداد
الحرب لا نريدها على لبنان
لا نريد سماع طرق القبول
ولا تمجيدًا لهواة القتل والدماء
لهم من بني فارس ما شاءوا
وليتركوا وطننا نفعل فيه ما نشاء
فحماك الله يا وطني من شر الغرباء
غرباء يحاربون على أرضنا
في سبيل الدفاع عن قضية
لا نحن أهل للدفاع عنها
ولا مسؤولوها يعملون من أجلها
ويأتيك رجال في نهاية المطاف
يفظعون وكأنهم يتنافسون مع الاحتلال
الأكثر قراءة
- رقصة اولى حولها القدر الى الرقصة الاخيرة: نزيف الأقليّات مستمرّ فانيسا حبيب
- في خدمة الحريّة: مستمرون في مواجهة الهمجيين والبلطجيين والميليشيا محمد الغزاوي
- عن التروما التي تعشقنا وتحاول قتلنا كارل حدّاد
- مجموعة “بريكس” تتوسع: هل ينتهي عصر الدولار؟ رَهادة الصميدي