خذلهم السيّد وحماهم الوطن

كجميع الأحداث التي تحصل في لبنان، ملفاتها تُطوى، وتذهب “بخبر كان” في جوارير المحاكم، وقصور العدل

في كلّ مرّة يلي الحدث مؤتمرات، تصريحات، احتجاجات، ووقفات تضامنيّة، وتقرّر الحكومة “يوم حداد” على أرواح الشّهداء.

ما حدث في الأمس القريب تبرّأت منه الحكومة بشكلٍ مباشر، فالبايجر لحزب الله، والعناصر عناصر حزب الله، والاستهداف يطال حزب الله، بل والحرب حربه هو، ولكن على أرض لبنان، لأنه ما من أرضٍ أخرى يستخدمها الحزب.

وفي الوقت الذي تلعب فيه الحكومة دور الحكم في مباريات الحزب vs إسرائيل، تثار تساؤلات عدّة حول ما حدث.

كيف يمكن للسيّد دفع ١،٦ مليار يورو ثمناً لأجهزة البايجر ويرفض إدخال الدفعة شرعاً تجنّباً للرّسوم والجمرك؟ أم أنه اعتاد الأمر؟ تهريب حتّى للسّلع العاديّة.

يا سيّد “البايجر” ليست مخدّرات، ولا أسلحة، لا بأس في إدخالها عبر الدولة، لن تضطر للتبرير

السيّد نفسه الذي اتّهم الهاتف بالعمالة، طلب من عناصره أن يستخدموا جهاز البايجر “المجاهد” ليكونوا آمنين، فانفجرت الأجهزة، ولا مانع للسؤال فداءً لمن، وغلطة من.

انفجر البايجر بحامله، وأدركت النّاس حقيقة الدّم والألم وبعض من الحرب، ثمّ توجهوا للمستشفيات ليتطببوا على حساب الدولة، التي لم يفوّتوا ولا مناسبة إلا وخرقوا سيادتها واستباحوا حدودها وهدّدوا أهلها، رجعوا للدولة والكيان الشّرعي لأنهم أدركوا أنه لا معين لهم سوى الدولة التي يحاربون وجودها ويرفضون كلمتها.

لم يطبّبهم السيّد، طببتهم أيدي الأطباء، شرفاء الوطن الذين التزموا بالقانون ودفعوا الضرائب، الذين لم يميّزوا بين حزبيّ وغير حزبيّ، لبنانيّ وغير لبنانيّ.

خذلهم السيّد، وحماهم الوطن.