“الانسانية”… شعارات ضائعة بين السلم والحرب
أكتوبر 13, 2023
A-
A+
كم هي مكلفة الحروب وكم طعمها مرّ… قتل ونهب وتشرّد فقط بسبيل السيطرة!
السيطرة على ارض وشعب وثقافة! منذ القدم، والسلاح -اكان خنجراً أم سيفاً- هو أداة لا بدّ منها لاثبات الوجود. ورغم تطور العلوم، ووسائل التواصل لم ينجح “عالم اليوم” من الوصول الى الحلول السلمية. اهو لهذه الدرجة صعب ومستحيل العيش بسلام؟
كثرت الحملات الداعمة للحوار، بحثاً عن الحلول الوسطية التي ترضي اطرف النزاع، ومع الوقت برزت اختصاصات “التواصل”، و”التفاوض”… إلا انها بقيت “حبراً على ورق” … فما من دولة على هذه الكرة الارضية ترفض التوسع والسيطرة – فقط – صوناً لكرامة وحرية الانسان.
جميلة هي الحياة لو سمح لاهلها العيش بسلام… لماذا لم نتقن لغة السلام؟ لماذا سلوكنا مبني على ردات الفعل؟
ماذا لو كان الخير أقوى من الشر في هذا العالم، وحلت النزاعات عبر التواصل والتفاوض والحوار والحق والقانون، لا بقوة السلاح والبطش والسيطرة؟
السلام كلفته عالية لدى بعض البلدان المسيطرة، اذ يكبدهم الكثير من الخسائر الجغرافية والتوسع ومن القوة المفروضة بالسلاح التي من شأنها استقطاب المال والاقتصاد القوي والاستثمارات، مجنبةً ارضها الدمار، وجاعلة من أرض غيرها الساحة المثلى للقتل والتسلح.
لا يمكن ذكر “السلم” و”الحرب”، دونما التطرق الى الملف اللبناني. فلبنان، دولة ذات تنوع ثقافي وديني، وبدل من الاغتناء بهذا الارث العظيم، وجد هذا الاخير نفسه محاط ببلدان عربية تتنافس على احتلاله، اما فكرياً او ثقافيا او حتى عسكرياً. وبدل من ان يتعظ المسؤولون في لبنان مما يحاك عربياً واقليمياً وحتى عالمياً، لعبوا دور “الدمى” بكل احتراف على مسرح الانقسامات الممتد على طول الـ10,452 كم مربع.
رؤساء أحزاب ومسؤولون -غير مسؤولين- دمّروا إرثاً ثقافياً وتنوعاً قل مثيله، من أجل السيطرة والقوة منذ الحرب اللبنانية وحتى اليوم. كان على وشك أن يدخل لبنان بتاريخ 09 من شهر تشرين الاول 2023 الحرب الى جانب “حماس” بوجه “اسرائيل”. قتلى وجرحى واصابة عناصر في الجيش اللبناني، نازحون من الجنوب اللبناني الى مناطق اكثر أمان وأمناً… لما؟ لأن “الدويلة” قررت عدم النأي بالنفس على الحدود الجنوبية، ولأن “دولة” دون رئيس و”رجالات” في حالة صمت وسكون كما لو أن الحرب على المقلب الاخر من هذه الارض.
هل سئل البارحة أهل الجنوب إن كانوا على استعداد من ترك بيوتهم وأعمالهم وأرضهم ومدارسهم وجامعاتهم؟
هل أحدهم خيّر الشعب اللبناني بين الحرب الى جانب “حماس” او السلم والحياد؟
اليوم الحرب وجودية بين فلسطين الساعية لاسترداد ارضها واسرائيل التي فرضت نفسها فرضاً وبالقوة… حرب متوقعة! أين العالم مما يجري؟
خسائر بشرية لدى الطرفين… بجولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مشاهد في فلسطين تقشعر لها الابدان، وراء كل جدار مدمر قصة بيت تشتت ابناؤه بلمح البصر، أحياء وشوارع لم تعد موجودة سوى في الذاكرة وفي بعض الصور، عائلات، اطفال، ابرياء…روايات كتب لها النهاية الحتمية.
بيوت دافئة حولتها أيدي الاجرام الى ركام!
حروب وويلات… والنتيجة، انسانية هشة، أبرياء لم يسألوا أصلاً ما اذا أرادوا الحياة او الموت… بل فرض عليهم القتل والحرب والتهجير.
الانسانية والسلم مجرد شعارات في كون ملؤه الطمع، لن نصل اليهما ما دامت الدول الكبرى تسعى لنهش بعضها البعض… فالشر مسيطر ولو بأشكال متنوعة.
الأكثر قراءة
- رقصة اولى حولها القدر الى الرقصة الاخيرة: نزيف الأقليّات مستمرّ فانيسا حبيب
- في خدمة الحريّة: مستمرون في مواجهة الهمجيين والبلطجيين والميليشيا محمد الغزاوي
- عن التروما التي تعشقنا وتحاول قتلنا كارل حدّاد
- مجموعة “بريكس” تتوسع: هل ينتهي عصر الدولار؟ رَهادة الصميدي