في جنازة باسكال.. قليل من الموت وكثير من الحياة

أبريل 12, 2024

A-

A+

في مشاهد جنازة منسّق حزب القوات اللبنانية في جبيل باسكال سليمان اليوم، الكل بكى، السياسيون المعارضون الذين مرّ عليهم الكثير من الألم والضحايا والشهداء، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي حضر وترأس جنازات ومآتم عديدة، عائلة باسكال طبعاً، وكل من حضر المراسم أو شاهدها عبر الشاشات. وللوهلة الأولى يبدو أن الموت في كل مكان من كثرة تأثر الكل، وكبر الألم وغزارة الحشود. لكن الحقيقة أن في وداع باسكال قليل من الموت طبعاً لكن الكثير من الحياة وحبها وتقديرها.

للحياة قيمة كبيرة هناك، عند هؤلاء الناس، يبكون الحياة لا الموت، يتمسكون بها، بكل تفاصيلها، بأيامها الحلوة ولو القليلة، بناسها ولحظاتها. إن الحياة لهم هي القاعدة، والموت هو الاستثناء الذي في بعض الأحيان يفرض عليهم بفعل ظلم الكون، وإجرام قاطنيه لكنه لا يصبح أبداً هو القاعدة كما هو الحال في ثقافات أخرى.

لذا يبكون باسكال اليوم، يحزنون لفقدان صديق ورفيق، يعرفون قيمة الروح والناس، فالإنسان هناك، إنسان لا رقم ولقب يولد ليُدفن شاباً بحضور أمّه ووالده، لم نسمع عبارات من نوع “فدى الحكيم”. لم نشاهد والدة باسكال تقول “بدنا نخلّف الآلاف” لأن روح باسكال غالية، لا أحد يحل مكانه ولا من يستبدله. في تلك المشاهد، التمست الألم والوجع بقدر حب الحياة، لكن في تلك المشاهد أيضاً شعرت برجاء واطمئنان غريب، صليّت على ديني، أغلقت التلفاز، وقلت لنفسي طالما هناك من يحبّ الحياة… الحياة ستحب لبنان.