لماذا رئيس من خارج دُمى الممانعة؟

سبتمبر 5, 2022

A-

A+

اقترب الاستحقاق الرئاسي مع خوف من الفراغ الذي ممكن ان يشل هذا الموقع. بدأت تُبدي القوى السياسية اهتمامها بهذا الاستحقاق الأساسي في البلد حيث البعض اعلن انه مرشح لرئاسة الجمهورية وقام بزيارات لمختلف المرجعيات في البلد، والبعض الاخر اعتبر نفسه مرشح “طبيعي” للرئاسة. ومنهم من حدد مواصفات الرئيس المقبل باعتبار ان الرئيس يجب ان يكون خارج الاصطفافات السياسية وفئة تريد رئيس تحدي.

الدور المطلوب من المعارضة

اطلق تكتل نواب التغيير مبادرة رئاسية حددت مواصفات الرئيس المقبل، وشددت على انها ستقوم بضغط شعبي في حال تم تجاوز المهل الدستورية لانتخاب رئيس الجمهورية. ومن المواصفات المطلوبة من الرئيس المقبل بحسب “تكتل التغيير”، ان يحمل الخسائر للمصارف وان يحد من عرقلة تحقيقات انفجار المرفأ، وان يكون خارج الاصطفافات والانقسامات، وان يحافظ على سيادة لبنان. من الجيد ان تبدي قوى التغيير اهتمامها بالاستحقاق الرئاسي ويجب عليها لعب دور مفصلي في الاستحقاق الرئاسي. وأول مطلب متوجب عليها هو عرقلة وصول رئيس من فريق ٨ اذار، المطلب الثاني هو إيصال رئيس له “طعم ولون”، واضح وحاسم في المسائل الوطنية خاصةً من ناحية سلاح “حزب الله” وسياسة لبنان الخارجية، عكس تماماً ما حاولت ان تروج له بعض من القوى التغييرية بانها تريد رئيس خارج الانقسامات اي بمعنى اخر لا نكهة له.

على قوى المعارضة وخاصةً القوى الجديدة التي دخلت المجلس النيابي ان تدرك اهمية استحقاق رئاسة الجمهورية عكس ما يروج له البعض بأن هذا الموقع اصبح بلا صلاحيات. فهو لا يزال موقع مهم في البلد ويمثل سياسة الدولة، لذلك عليها ان تسعى للعب دور اساسي في هذا الاستحقاق عكس ما حدث في استحقاق انتخاب نائب رئيس مجلس النواب حيث تشرذمت المعارضة. علماً ان الاستحقاق الرئاسي اهم بأشواط من استحقاق نائب رئيس مجلس النواب، على المعارضة اثبات نضجها في الاستحقاقات المصيرية في البلد وتكون على قدر الثقة الممنوحة لها من الشعب وان تتوحد لايصال رئيس قادر على انقاذ لبنان.

قوة موقع رئاسة الجمهورية

عكس ما يروج له البعض ان موقع رئاسة الجمهورية اصبح بلا فائدة، فإن هذا الامر لا يمت للواقع بصلة! فرئاسة الجمهورية تمثل سياسة البلد ولها دور كبير في تحديد صورة وتوجهات لبنان في المحافل الدولية، كما ايضاً لرئاسة الجمهورية القدرة على ترأس جلسات مجلس الوزراء والضغط لاتخاذ القرارات في جلسة مجلس الوزراء بالاضافة الى دور مهم في تأليف مجلس الوزراء بحد ذاته حيث لا تصدر مراسيم الحكومة الا بتوقيع من رئيس الجمهورية. فمن يروج لفكرة ان رئاسة الجمهورية غير ذي فائدة فذلك لغاية في نفس يعقوب.

لماذا رئيس من خارج ٨ اذار؟

من المهم جداً منع وصول رئيس من محور ٨ اذار، وذلك اولاً لفك العزلة الدولية عن لبنان، حيث اي رئيس من ٨ اذار سيزيد العزلة الدولية على لبنان وخاصةً من قبل الدول الخليجية، ثانياً لعدم تغطية سلاح حزب الله من الموقع الاول في الدولة اللبنانية لما في ذلك من إضعاف لدور الدولة والسلاح الشرعي، ثالثاً لمنع اكمال مسيرة الفساد في الدولة حيث قسم كبير من ٨ اذار له يد في الفساد في مؤسسات الدولة وايصال اي رئيس تابع لـ٨ اذار هو بمثابة اعلان استمرارية الفساد في الدولة.