أيادٍ خارجية وتدخلات فاغنر في الصراع السوداني
أبريل 27, 2023
A-
A+
تعاني السودان من صراعات عنيفة بين الفريقين الرئيسيين في الحكم السوداني، عبد الفتاح البرهان وهو الحاكم الفعلي للبلاد وبين نائبه حمدان دقلو الذي يقود قوات الدعم السريع. تسببت هذه الخلافات في تفاقم الأوضاع الإنسانية بشكل كبير، خاصة في العاصمة الخرطوم حيث يعاني السكان من نقص حاد في المياه والكهرباء والغذاء والخدمات الصحية.
يعود هذا الصراع الى الانقلاب الذي شهدته البلاد في العام 2019 ضد الرئيس السابق عمر البشير. فقد شهدت الفترة الانتقالية الثانية التي وضعت خارطتها في اتفاقية الاطاري الموقعة في الخامس من كانون الأول 2022، فوارق كبيرة في الرؤية بين الفريقين، حيث طالب البرهان بدمج قوات الدعم السريع مع الجيش، بينما رد دقلو بلهجة التحدي وندد بالانقلاب.
تفاقمت الخلافات بين الفريقين عندما تبادلا الاتهامات فيما يتعلق بادارة المرحلة الانتقالية الثانية المذكورة في إتفاقية الاطاري. وتتضمن هذه الاتفاقية صياغة دستور جديد وتشكيل حكومة مدنية جديدة واعادة الجيش الى ثكناته. تأجلت هذه الاتفاقية الى اجل غير مسمى. كما ادى هذا الصراع الى تصاعد درجة العنف بين الفريقين. تركزت المعارك في مقر قيادة الجيش، حيث تشن قوات الدعم السريع هجومها، في حين يحتمي قائد الجيش في داخله. وقد اعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على اجزاء مهمة من مقر قيادة الجيش، في حين زعم الجيش انه قد نجح في صد الهجوم. ادت هذه الاحداث الى تفاقم الوضع الانساني في البلاد، اذ يعاني السكان من زيادة حدة النزاع وغياب الخدمات الإنسانية الاساسية.
تعددت اسباب هذه الصراعات في السودان، فمن بين الاسباب الرئيسية هي الخلافات فيما يتعلق بتوزيع السلطة والتمويل، حيث يسعى البرهان الى توحيد الجيش وتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي في البلاد، بينما يرى دقلو انه يجب الحفاظ على استقلالية القوات المسلحة وعلى دورها الرئيسي في الحفاظ على الامن الداخلي والخارجي للبلاد.
اسفر هذا الصراع عن عدة عواقب سلبية على السودان، فقد ادى الى تفاقم الازمة الانسانية في البلاد، حيث يعاني السكان من نقص حاد في المواد الغذائية والمياه الصالحة للشرب والكهرباء والخدمات الاساسية. فتدهور الوضع الصحي العام وارتفعت معدلات الوفيات والاصابات. بالاضافة الى ذلك، فان هذه الازمة قد أثرت سلباً على الاقتصاد السوداني، وتعرضت البلاد لانخفاض حاد في قيمة العملة ولارتفاع في معدلات التضخم، مما ادى الى ارتفاع اسعار السلع الاساسية وزيادة معدلات الفقر والبطالة.
في هذا السياق، تشير إحدى المنظمات العالمية بان منظمة فاغنر العسكرية الخاصة المتخصصة في الامن قد تتدخل في الصراع السوداني، بحيث يعتقد البعض ان هذه المنظمة الروسية قد تقدم خدماتها لأحد الجانبين في الصراع، سواء للجيش او لقوات الدعم السريع. كما لا بد من ذكر ان هذه المنظمة تسببت في السابق بتصاعد الصراعات المسلحة في العديد من الدول، مما يثير قلق الكثيرين بشأن مدى تأثير هذه المنظمة على الصراع السوداني.
تطلع الجماعة الدولية الى حل هذه الازمة في السودان بأسرع وقت ممكن، حيث تقوم المنظمات الانسانية بتقديم المساعدات اللازمة للسكان المتضررين من الازمة، وتعمل المنظمات الدولية على تشجيع الجانبين على الحوار والتفاوض للتوصل الى حل سلمي للصراع.
يتعين على الجانبين في الصراع السوداني العمل على تخفيف التوتر والتوصل الى حل سلمي للازمة، حيث يجب ان يتحمل كل من الفريقين المسؤولية الكاملة عن تفاقم الوضع الانساني في البلاد، وعلى المجتمع الدولي تقديم المساعدة اللازمة لتخفيف المعاناة التي يعاني منها السكان في السودان.
الأكثر قراءة
- رقصة اولى حولها القدر الى الرقصة الاخيرة: نزيف الأقليّات مستمرّ فانيسا حبيب
- في خدمة الحريّة: مستمرون في مواجهة الهمجيين والبلطجيين والميليشيا محمد الغزاوي
- عن التروما التي تعشقنا وتحاول قتلنا كارل حدّاد
- مجموعة “بريكس” تتوسع: هل ينتهي عصر الدولار؟ رَهادة الصميدي