حفل أدونيس بالأمس ثقبٌ أبيض
مارس 9, 2024
A-
A+
من عبَرَ من الطريق الداخلي للزلقا أنطلياس ليلة أمس الجمعة واحتجز في زحمة السير، فليعذرنا هذه المرة. لبنان كان يقوم بأفضل ما يجيد، يتمتع بالحياة ويرقص بصخب، ويغني بجنون مع فرقة أدونيس التي أحيت حفلًا موسيقيًا ضخمًا في منطقة المتن.
داوت موسيقى أدونيس قلوب اللبنانيين أمس، وأنستهم الخوف اليومي الذي كان يتزايد بشكل مرعب في الفترات الأخيرة. ترك الناس خوفهم عند الباب، تركوا صوت الطائرات وصوت الصواريخ وصوت التهديدات وانفصلوا عن بشاعة لبنان الحالية لساعتين من الوقت، وما أحوجنا إلى تلك الساعتين.
ردّت أدونيس الصوت إلى الشباب اللبناني أمس، بعدما سلب طغاة الوطن صوت الناس ولم يستمعوا إلا لمصالح الدول التي تشغلهم، فدمروا الجنوب بلا سبب ولا غاية، ويبدو أن لا مانع لديهم من تدمير كل شيء.
من كل لبنان، خرج الناس، اتفقوا على النغم والكلمة والحياة، فكل لبنان متفق على الحياة، رافض للموت والقتل دون مبرر. ذكّر حفل أمس الناس بأن الحرية مقدسة وأن لبنان جميل، ولا يزال يستحق القتال من أجله. خرق حفل أمس لأدونيس جدار السواد، وفي وسط السواد كان ثقبًا أبيض، ولو صغيرًا، يعطي الناس شيئًا من الأمل بأن الغد يوم آخر، ربما أفضل. ولهذا الأمل وحده، شكرًا أدونيس، صناع الأمل.
الأكثر قراءة
- في فلسطين ولبنان حضانة الأطفال بعد الطلاق: رحلة الأمهات نحو العدالة فريق منصة نقِد
- أنغامي تعاقب اللبنانيين على أزمتهم أنطوني بركات
- لقاح لأمراض القلب والسرطان: خبر حقيقي أم آمال كاذبة؟ فريق منصة نقِد
- الحضانة للأمهات: “للموت” يخترق حواجز المحاكم الروحية خلدون جابر