مجموعة “بريكس” تتوسع: هل ينتهي عصر الدولار؟

سبتمبر 11, 2023

A-

A+

تصدرت منظمة بريكس محرك البحث والعناوين الصحفية بعد آخر قمة لمؤتمر عقدته في 23 آب 2023 حيث خَلُص الى اعلان انضمام 6 دول جديدة عربية واجنبية للمنظمة.

قبل البدء بتحليل بنية المنظمة والمآرب التي تسعى الى تحقيقها، نحن بصدد تعريف المنظمة بشكل موجز والبحث في تركيبتها الاساسية المكوّنة من اهم الدول ذوات الاقتصادات الصاعدة.

مجموعة “بريكس” هي منظمة سياسية بدأت المفاوضات لتشكيلها عام 2006 وعقدت أول مؤتمر قمة لها عام 2009. بدأت المنظمة أولاً بتشكيل مكوّن من البرازيل وروسيا والهند والصين تحت إسم “بريك ” ثم انضمت جنوب إفريقيا إلى المنظمة عام 2010 ليصبح اسمها “بريكس”. ويُعد منتدى بريكس منظمة دولية مستقلة تعمل على تشجيع التعاون التجاري والسياسي والثقافي بين الدول المنضوية بعضويته.

يهدف التحالف أن يصبح قوة اقتصادية عالمية قادرة على منافسة “مجموعة السبع G7” التى تستحوذ على 60% من الثروة العالمية وفقا لتقارير صحفية. وتعمل مجموعة بريكس على تحقيق مجموعة من الأهداف والغايات الاقتصادية والسياسية والأمنية عبر تعزيز الأمن والسلام على مستوى العالم والتعاون، لخلق نظام اقتصادي عالمي ثنائي القطبية لكسر هيمنة الغرب بزعامة أميركا، وهذا ما يثير خوف وقلق مجلس الكونغرس الاميركي الذي يرى لهذا التحالف مخاطر قد تهدد مكانة اميركا وتسلبها قوتها الاقتصادية التي تستمدها من البنك المركزي وصندوق النقد الدولي.

بعد نقاشات جدّية في جنوب أفريقيا، التي استضافت القمة الـ15 للمجموعة، وبإلحاح من الصين، التي كانت طلبت  توسيع التحالف رسمياً العام الماضي، تم اعلان موافقتها على ضم 6 دول جديدة من 3 قارات مختلفة للمرة الأولى منذ ولادة “بريكس”، هي السعودية، والإمارات، وإيران، وإثيوبيا، والأرجنتين، ومصر، علماً أنها كانت أعلنت أن أكثر من 40 دولة كانت أبدت رغبتها بالانضمام.

ان اغلب ما يلفت الانظار هو انضمام ايران للتحالف ووصفه بتطور تاريخي، الا انه ومن حيث الناحية الاقتصادية، انضمام ايران للتحالف يمكن وصفه برهان مليئ بالشكوك على كافة الاصعدة. ففي حين تسعى ايران بكل ادواتها لتحقيق مكاسب لايران لا سيما على الصعيد الاقتصادي في ظل العقوبات الأميركية المفروضة على طهران، نرى ان لبنان خارج المعادلة او يمكن القول بانه يدخل فقط في حسابات ايران الشخصية.

تفرض ايران سيطرتها على لبنان وان لم يكن بشكل علني الا انها تتحكم بشؤون لبنان الداخلية عبر ادواتها او بالأحرى “أداتها الوحيدة “حزب الله. وعليه، فإنّ لبنان إذا لم يتمكّن من تحرير نفسه من التبعيّة لإيران ورفع قبضة “حزب الله” عن الدولة، فهو لن يتمكن من رؤية أيّ ضوء في نهاية النفق في العام 2023، لأنّ المشكلة ليست محصورة في الأشخاص، مهما كانوا فاسدين أو سيّئين، بل هي، بادئ ذي بدء، في بنية الدولة ودورها وموقعها.

 ومن يزرع الريح يحصد العواصف!