في خدمة الحريّة: مستمرون في مواجهة الهمجيين والبلطجيين والميليشيا

أكتوبر 2, 2023

A-

A+

صعبٌ أن يستمرّ الإنسان بالسّعي الدائم بكلّ جوارحه وما فيه من طاقةٍ وحماس، واضعاً قدرته المادية والجسدية، راهناً وقته وزمانه، ليحافظ على الحريّة والديمقراطيّة في بلده، لئلا يشعر بالخوف والغربة، وليضمن بقاء آخر معالم الحياة في لبنان.

والأصعب من هذا كلّه أن يواجه هذا المتنوّر، المبصر، الذي يميّز الخير من الشّر، والحقيقة من الوهم، زمرةً من العبيد، الذين أقسموا أن يكونوا أوباشاً للآخرين، وميليشيا ذليلة، تلحق الإصبع كيف يشير، والكلمة أين تقع. ولعلّ مشكلة لبنان الأساسيّة تكمن في ترويض هذه الحيوانات البشريّة لترتقي لمستوى “بني آدم” يتقبّل الغير ويحبّ وطنه، وما أصعب أن تزرع في أحدهم حبّ الوطن …

هؤولاء الخونة، الذين ضحّوا بهويّة لبنان الديمقراطيّة، وما زالوا يزايدون على الحريّة في هذا الوطن الحرّ، لم يجدوا الحجّة ولا البرهان ليقمعوا النّاس من حولهم، ويفرّغوا حالة الهيجان التي تتملّكهم إلا بالاعتداء على النّاشطين، أصحاب الكلمة، السّاعون للحفاظ على هوية لبنان.

فكلّما وقع حراك لا يعجبهم، ألبسوا الحراك لباس “الشذوذ الجنسيّ” كما يصفون حالة المثليّة الجنسيّة، ويكفي الادّعاء بذلك ليكتسبوا الشّرعيّة من الدولة والمؤسسة الدينيّة لينكّلوا بالآخرين، ويهدرون دمائهم على الطّرقات وفي السّاحات.

هؤولاء الدواعش، من الهمجيين والمتطرّفين، وبالرغم من حقارة عددهم، أصبحوا يشكلون خطراً على الطبقة المتعلّمة والمثقّفة في لبنان، وكلّ أصحاب الفكر، حتّى باتت بيروت مستنقعاً للهلع والخوف والضرب والتشويه، بعدما كانت منارةً للحضارات والحرّيات.

لغتهم الدّم، تميتهم الكلمة، وتحييهم كلمة شيخٍ نصّب نفسه قائداً، يقود هذه الزّمرة، فأصبح الداعشيّ الأكبر الذي يقود أتباعه على سراط الدّم والاقتتال.

إنّ ما نشهده من تعدٍّ صارخ على حريّة التّعبير في الفترة الأخيرة، سواءً على مواقع التواصل الاجتماعيّ، أو على أرض الواقع، يصبّ في صلب مسؤوليّة الدولة، المتعامية، والغافلة قصداً عن كلّ ما يحدث، لأسبابٍ نجهلها، أو لخضوعها لإمرة أسياد هذه الجماعات – ما منحطّ على ذمتنا!- ولأننا أصحاب رسالة، ولأنّ لبنان أصبح منهوباً فكريّاً، وثقافيّاً، ومهمّش الهويّة، لن نسكت، وسنستمرّ في حربنا ضد الإرهاب والتّرهيب، شاء من شاء وأبى من أبى، ولو وقفت أمامنا جيوش من الإرهابيين والرجعيين.

فريق منصتنا الذي واكب مسيرة الحريات اليوم لكونه جزءً لا يتجزأ من مجموعةٍ من المنصات الحرّة التي تسعى لنقل الحقيقة التي يتغافل عنها الكثير من الآخرين.

ولأن فريقنا يؤمن بأنّ للحريّة الحمراءُ بابٌ بكلٍّ يدٍ مضرّجةٍ يُدقُّ، ولأننا أقسمنا ألّا نستسلم، لكوننا ندرك خطورة الأمر وضبابيّة الطّريق، ولأننا نبصر النّور القريب للبنان واللبنانيين، نقول لمتابعينا ولشعب لبنان العزيز، ولأحرار هذا الوطن المسروق، سنبقى كلمتكم في وجه الأوباش، لن نستسلم لو غُسّلنا بالدماء، الكلمة لا تموت، والفِكرةُ لا تُقتل، عاشت الحريّة في وجه أموات الجهل، والرّجعيّة.

مستمرّون.