لماذا حزب الله يكرهنا نحن الشيعة؟
مارس 28, 2024
A-
A+
مئات الصواريخ، عشرات القتلى، والعديد من المباني المهدّمة
آلاف النّازحين، قلقٌ ورعبٌ في القرى، وضائقةٌ معيشيّةٌ واحتكار للأسعار
دمٌ ورعبٌ وخوفٌ وقلق، مشهدٌ لا يمكن اعتياده، وأرضٌ لا يمكن نسيانها وغضَ النَظر عمّا يحدث فيها.
ليس لشيء، إنما لأنها وبكلَ بساطة أرضٌ لبنانيّة، وعندما نقول أرضٌ لبنانيّة نعني بها لبنانيّةً فقط. لبنانيّة الأرض والهوى والكرامة والجغرافيا، لبنانيّةٌ حتّى ولو أراد بعض العملاء إزاحتها عن الخريطة وإلصاقها بقُم الإيرانيّة، أو دمشق السّورية.
جنوب لبنان ليس أرضاً قاحلة، ولا حقل تجارب لمن يشاء افتعال الحروب، ولا منطقةً منزويةً بحدودٍ وفكرٍ معيّن.
الجنوب كما كلّ لبنان، قدّم الكثير في سبيل الاستقلال، السيادة، والتنوّع الطائفيّ والسّياسيّ والدّيني والعقائديّ، الجنوب أرض الفينيق، واليونان والنووايس المرميّة على طول السّاحل هناك بمحاذاة الآثار الرومانيّة والعباسيّة والبزنطيّة.
لا يمكن للجنوب أن يكون بلونٍ واحد، ينفرد به وينظر إليه كلونٍ وجهةٍ وحزب.
لبنان التنوّع من الشّمال إلى الجنوب، بل من أقصى الشّمال لأقصى الجنوب، ولا يمكن لأيَ كان أن يسرق شبراً لبنانياً وأن يصبغه كما يشاء، عقائدياً، فكرياً وحزبيّاً.
ولا يمكن لجزءٍ من دولة أن يدخل الحرب في حين أنّ الأجزاء الأخرى لا تريد دخول الحرب، ورغم إيماننا بلبنان الواحد، إلا أننا نرى ضرورةً للحديث عن الأجزاء، لنردّ بذات المستوى الفكريّ عمّن يتحدّث بنفس الطريقة، فيقرر الحرب، ويجهّز المدافع، ويضرب الصواريخ، ويرسم الاستراتيجيّات، ويدخل في صراعاتٍ إقليميّة، داخليّة وعالميّة، يضرَ بلده الحاضن بتخبيصاته غير المفهومة، يقتل النّساء والأطفال، يناصر الأنظمة الفاشيّة الحديثة، ويهدد الداخل والخارج، ويعزل بقراره المنفرد بلداً ووطناً له تاريخٌ عريق وجغرافيا تتَسع للجميع.
لكنّ الأسف الكبير على الخاضعين لإمرة هذا الحزب، الرَاضخين مجبرين تحت أمره وقراراته العشوائيّة، المنجرّين وراءه على الموت والقهر والدّم، الذين أرغموا على تقديم أنفسهم كبش فداءٍ لسياسات إيران في المنطقة.
حزب الله المحتمي بالمدنيين في الجنوب، الغير آبه لا بالإنسان ولا بالحيوان ولا بالسيادة، الذي يعيش وهم المقاومة ويدفعنا لنعيش معه الوهم ذاته، المحتمي بالدّين والعصبيّة والطائفيّة، عدوّ الهاتف والكرامة والاستقلال، الحالم بالدّم والقتل والتخويف، الذي لا يملك سلاحاً سوى البندقيّة، والمدفعيّة، المكروه من الجميع. جميع الذين سئموا كذبه وتدجيله ونفاقه في مساندة غزّة، وهو ذاته الذي ما زال يخزّن الصواريخ والآليات في حين أبيدت غزّة عن بكر أبيها، وهو ذاته المنتج والمخرج والدراماتيكيّ المشهور الذي سحرنا بالفيديوهات التسويقيّة في وقت الإبادة في غزّة.
حزب الله، ممثّل الحدود وعدوّ العامود، الأجبن من أن يقاتل، والأصغر من أن يعترف بأخطائه، والأغبى من أن يفكّر ويخطط ويحمي بلده.
هذه الخيانة للسيادة، والعمالة العلنيّة لدولٍ أجنبيّة، والوقت العصيب الذي مرّت به فلسطين كاملةً وغزَة على وجه خاصَ، كشفت أكاذيب هذا الحزب وأسقطته في بيئته وقد سقط من قبل في البيئات الأخرى.
نصلّي اليوم وكلّ يومٍ لجميع أهالي الجنوب، الذين نراهم وننظر لهم، كأسرى ومساجين لدى من هو أخطر من أيّ نظامٍ فاشيٍّ إرهابيّ.
هذا الكره الدفين لحزب الله تجاه الجنوب، تعكسه حقيقة أنه لا يبالي بحياتنا ولا بمصالحنا ولا بأمننا واستقرارنا، يضحّي بنا ككبش محرقة، ويقدمنا قرابين لدولة إيران كما فعل القدامى مع آلهاتهم المزعومة.
حمى الله لبنان وجنوبه، وحرره من ظلم وكيد وتهوّر الأحزاب العميلة.
الأكثر قراءة
- رقصة اولى حولها القدر الى الرقصة الاخيرة: نزيف الأقليّات مستمرّ فانيسا حبيب
- في خدمة الحريّة: مستمرون في مواجهة الهمجيين والبلطجيين والميليشيا محمد الغزاوي
- عن التروما التي تعشقنا وتحاول قتلنا كارل حدّاد
- مجموعة “بريكس” تتوسع: هل ينتهي عصر الدولار؟ رَهادة الصميدي