هل نحن أكثر سعادة في بيروت؟

فبراير 19, 2024

A-

A+

“لنا في الخيال حياة”، حياة أكثر جمالاً ، أقل قسوة، أكثر سعادة، أقل سوداوية.

في هذا الخيال وطني يحتويني، في خيالي مدينتي مليئة بالحياة، آمنة، جميلة، فرحة، برّاقة.

في هذا الخيال نحن أسعد الناس عندما نكون في بيروت.

ويبقى الأمل في بيروت!

بيروت التاريخ، بيروت الماضي والحاضر والمستقبل، بيروت الصحبة والعشرة الطيبة، بيروت بذكرياتها المريرة وذكرياتها الجميلة.

الأمل بعودة بيروت لسابق عهدها، عندما كانت فخراً للبنانيين في جميع أنحاء العالم.

بيروت التي شهدت حروباً عدة، إلا أنها نهضت وإزدهرت، وإشتهرت بجمالية الحياة.

أمل أم وهم؟

إختلطت الأمور ولم يعد الفرق واضحاً بينهما.

إذا الأمل لم يكن مبنيّاً على أسس متينة، ورؤية واضحة، وخطة مفصّلة، فإنه وهم!

وعن أي أمل نتحدث في ظل سلطة فاسدة أدخلت لبنان في حرب أهلية. وعندما إزدهر البلد لفترة من الزمن، أدخلته بأزمة إقتصادية هي الأسوء في التاريخ الحديث.
سلطة دمرت بيروت وقتلت شعبها.
سلطة سرقت مواطنيها.

وهذه السلطة نفسها لاتزال بالحكم!

عن أي أمل نتحدث في عدم وجود خطة واضحة لكيفية إخراج لبنان من أزماته.
عن أي أمل نتحدث في حين أنه لاتزال العدالة غائبة عن من قتل وشرد وسرق اللبنانين.

هل نحن فعلاً أكثر سعادة في بيروت؟

لا أستطيع أن أكون أكثر سعادة في مكان يرهقني، يقلقني، يستنزفني.

لكن رغبتي بالإنتماء لبلدي، وحنيني له أقوى من جميع تلك الوقائع.

أريد أن أؤمن بمستقبل أفضل، لهذا أعيش في خيالي.

خيال أكثر رأًفة بحالي من واقع مرير خصوصاً في عدم وجود أمل منطقي، خيالي ينقذني.

خيالي ينقذني.
لأبقى على قيد الأمل، وعلى قيد الحياة!