نساءٌ من ذهب صراع نساء غزة مع صدماتهن النفسية 

في غزة، لا تنتهي الحرب عند حدود الركام ولا عند آخر انفجار، بل تبدأ من هناك معارك من نوع آخر — داخل الأجساد والنفوس. وسط الدمار والعزلة، تقف نساء غزة، ليس فقط كناجيات من القصف، بل كمقاتلات في وجه الانهيار النفسي، يحملن أجسادهن المنهكة وقلوبهن المثقلة ويكملن الطريق. إنه صمود لا يُقاس بعدد الأيام، بل بقوة الاحتمال، حين تتحول كل لحظة إلى معركة صامتة ضد الفقد والذعر والقلق الممتد. 

في هذا الملف، نفتح نافذة على العالم الداخلي لنساء غزة، نروي حكاياتهن كما لم تُروَ من قبل — حكايات عن الألم المستتر خلف الوجوه الصلبة، وعن المعالجات النفسية اللواتي خضن بدورهن حرباً مزدوجة: علاج المكلومات، ومداواة النفس وسط العجز والخذلان. 

هنا، لا مكان للرفاهية. كل جلسة علاج نفسي عن بُعد هي خندق دفاع، وكل استجابة طبية هي محاولة لإنقاذ ما تبقى من تماسك الإنسان في بيئة تتهاوى. هذا ليس ملفاً عن صدمات نفسية فحسب، بل وثيقة عن بطولة غير مرئية لنساء من ذهب. 

نساء غزة في الحرب 

تقول الأخصائية والمعالجة النفسية الطبيبة الجزائرية روفيدا محمد – طبيبة رسمية في صحة غزة: 

نتابع في فريق “صحة غزة” بشكل مستمر النساء اللواتي يعايشن الحرب بكل تفاصيلها، لا يملك الكثير منهن اللغة الدقيقة للتعبير عما قاسينه فتظهر الأعراض على الجسد قبل أن يتمكن من ترجمتها إلى كلمات، أرق مزمن، أعراض قلق وهلع وذعر، نوبات بكاء أو خدر تام في المشاعر، كل هذه الأعراض قد تتحول خلال فترة لاضطرابات مناعية وفي الجلد، قصور غددي، فقدان شهية، واضطرابات جسدية الشكل وأخرى لا حصر لها، البعض منهن يضطررن لمواصلة الحياة بداخل منهك لكن الكثيرات فقدن حتى القدرة على ذلك. 

التعرض المروع لفترة طويلة للصدمات المتكررة مثل فقدان أفراد العائلة، القصف المستمر، تردي أوضاع المعيشة والنظافة، الدماء والأشلاء، يؤثر على الجهاز العصبي بشكل واضح مؤدياً بذلك لحالة التأهب المستمرة حتى في مناطق الأمان وفي الوقت ذاته تعتبر الافرازات المتكررة لهرمونات التوتر مثل الكورتيزول المقوض المباشر للوظائف الحيوية ووظائف النوم، الهضم، المناعة وبمرور الوقت وتكرار الصدمات واستمرارها يصبح هذا النمط الوحيد الذي يتعامل به الدماغ مع أحداث الحياة لدى نساء غزة. 

يتمظهر الواقع النفسي للغزاويات في مخطط معقد لا يمكن تفسيره من أول مرة تتعامل فيها معهن، فمن خلال عملي كمعالجة نفسية عن بُعد مع “صحة غزة” كان واضحاً أن ما تواجهه النساء هناك أكبر من أن نسميه صدمة حرب بل يتعدى ذلك إلى تراكمات طويلة الأمد متوارثة عبر الأجيال، سلاسل فقدان مستمرة وفقدان أمان متجذر وأن ما كنا نواجهه مع الحالات ليس مجرد عرض واحد، بل مخطط صدمة معقدة مترامية الأطراف. يظهر هذا المخطط على عدة أوجه تتمثل في: 

  • تجارب متكررة من الخسارة والعجز 
  • انهيار نظم السيطرة النفسية الداخلية 
  • تشوه الإدراك للذات، الآخرين، والعالم 

بناء على ما لاحظته داخل الجلسات أن آثار الحرب كانت طويلة لدرجة أنها كانت تمتد حتى خارج أوقات القصف على الغزاويات كثير من النساء العاملات فقدن وظائفهن أو مصادر دخلهن فجأة وأخريات اضطررن لمغادرة العمل بسبب النزوح أو دمار المكان أما بعضهن عدن إلى المهن تحت القصف، خاصة الممرضات والعاملات في المجال الإنساني، من دون أن يأخذن وقتاً للتعامل مع صدمتهن الشخصية. 

الضغط المهني لا ينفصل عن الضغط النفسي، امرأة مسؤولة عن عائلة بأكملها، وتواصل عملها الإغاثي، وهي في الوقت ذاته منهكة، منهارة من الداخل، لكنها لا تملك رفاهية الانهيار، بعض العاملات في القطاع الطبي قلن إنهن يعالجن أطفالاً من الحروق، بينما أبناؤهن في منطقة لم تُقصف بعد لكنها معرضة في أي لحظة، وقد حدث ذلك مع الكثيرات منهن، في الجلسات نسمع جملاً مثل: “بقدرش أوقف الشغل”، “أنا كمان محتاجة حدا يسمعني”، وفي حين أن العمل في الطبيعة يعتبر عبادة أو مصدر قيمة وتطوير يتحول إلى عبء داخلي ومصدر إجهاد يقف على حافة بين الواجب والاستطاعة، ويمكننا القول دائماً كمعالجين مبصرين للألم عن قرب أن الأداء القوي لا يعني غياب الألم، وأن صمودهن لا يعني أنهن لا يحتجن إلى دعم. 

منظمة “صحة غزة” ساهمت في فتح هذه المساحة للجميع جعلت من المهنة مدخلاً لفهم معاناة النساء، بدأت من الجلسات النفسية، لكن سرعان ما تحوّلت هذه الجلسات إلى فرصة لرصد واقع المرأة الغزية وكيف تحاول أن تواصل، على الرغم من كل شيء. 

العلاج النفسي عن بُعد في “صحة غزة” 

وتضيف الطبيبة روفيدا محمد: 

تقدم منظمة “صحة غزة” خدمات الدعم النفسي والتي تعتبر من ضمن خدماتها الطبية الكثيرة والتي تُقدم داخل وخارج غزة منذ بداية الحرب، نعتمد في دعم الحالات المتأذية على عدة أشكال من التواصل المتمثلة في الرسائل الصوتية، النصوص، والمكالمات القصيرة وذلك لظروف الانترنت في الحرب. 

تستهدف هذه المساعدات الجميع وبالأخص النساء اللواتي لم يستطعن الحصول على الدعم العادي بسبب القصف، النزوح المستمر، وفي ظل غياب شبه كامل للبنية التحتية في غزة ساعد العلاج عن بعد في السماح بإجراء تدخل أولي من خلال تواصل النساء من أماكن مختلفة وطلب المساعدة، وعلى الرغم من أن ظروف التواصل في الكثير من المرات فعلاً صعبة، ولكن ساعد هذا النوع من الدعم بتوفير بعض الأدوية النفسية والتخفيف من حدة القلق والأرق المزمن وتنظيم الانفعالات وتقديم استراتيجيات بسيطة للتعامل مع ضغوط الحرب. 

لم تكن هذه الجلسات النفسية والطبية المبعثرة بين ظروف الحرب بديلاً كاملاً عن العلاج النفسي الحقيقي داخل عيادة مجهزة، لكنها شكلت استجابة واقعية طارئة وساهمت بدرجة في منع تدهور حالة الكثير من المتابعات، شملت جلسات الدعم المقدمة في “صحة غزة” تدخلات سريعة لحالات مثل: 

  • انهيار نفسي بعد فقدان أحد أفراد العائلة 
  • نوبات هلع متكررة 
  • أعراض الاكتئاب والقلق الحاد  
  • اضطرابات النوم وحالات ذعر الأطفال 

أظهر نموذج الدعم في ” صحة غزة” أن تقديم الرعاية النفسية لا يتطلب بالضرورة بنية تحتية ضخمة أو أدوات كبيرة وخبرة عمل بالسنين بل يتطلب مرونة، كفاءة، وتقدير لحجم الحاجة ليحول العلاج النفسي عن بعد من كونه رفاهية إلى أداة فعالة في بيئة غير مستقرة بعد. 

وتوضح المعالجة النفسية آية رشاد فكرة الدعم النفسي بقولها “لقد تقدّمت بطلب للتطوع مع “صحة غزة” لأنني أردت أن أكون جزءاً من الجهود المبذولة لمساعدة إخواننا وأخواتنا في غزة بأي شيء أستطيع تقديمه. أما عن أهدافي مع كل مريض، فستكون مخصصة حسب احتياجاتهم الفردية بمجرد أن أتعرف عليهم بشكل أفضل، لكن أهدافي العامة هي تقديم الدعم النفسي والعاطفي من خلال جلسات العلاج بالكلام، والسماح لهم بالتحدث عن أفكارهم ومشاعرهم وتجاربهم ومعالجتها، ووضع أهداف تساعدهم على تحسين جودة حياتهم قدر الإمكان في ظل الظروف الحالية، من خلال بناء القوة النفسية والعاطفية والمرونة”. 

ويضيف الطبيب النفسي المصري حسن جمعة: “أحسن حاجة عملتها في الحرب هي التطوع. فعلاً لو ما كنت عملتها كنت حسيت بخذلان كبير”. 

حسناً، قد يخطر على البال بعض الأفكار المشروعة حول فكرة التطوع والعلاج النفسي خصوصاً العلاج النفسي عن بعد، هل هو بالفعل علاج فعال؟ وفي حال فرضية أنه فعال، هل هو مناسب في علاج الصدمات النفسية جراء الحرب الشديدة خصوصاً على فئة النساء؟ 

تؤكد طبيبة فريق طب الأسرة في صحة غزة عن بعد ديما محمد ومنسقة استقبال المتطوعين الطبيين بحديثها حول العلاج النفسي عن بعد بقولها: “نعم، رأيت أثراً حقيقياً وملموساً. على الرغم من أن الجلسات تتم عن بعد، إلا أن الكثير من النساء أظهرن تحسناً واضحاً بعد تلقي الدعم النفسي. وجود من يستمع إليهن ويفهم معاناتهن، حتى عبر شاشة، ساعد في تخفيف الألم وأعاد لهن بعض الشعور بالأمان والاستقرار”. 

ويضيف الطبيب حسن جمعة: “نعم، في أحيان كثيرة، لكن ليس كل الحالات طبعاً؛ المعظم يتحسن بقدر ما وذلك بسبب استمرار الصدمة والحرب”. 

لنقف هنا قليلاً، ونطرح بعض التساؤلات: هل المعالج النفسي قد يتأثر أثناء العلاج عن بعد للحالات؟ أم أن صدمات الحرب وعلى الرغم من درجة صعوبتها العالية إلا أنها مثل أي تعب نفسي من دون مبالغة؟ 

أكدت الطبيبة ديما محمد: “من أصعب المواقف التي مررت بها كانت التعامل مع مرضى يعانون من أمراض مزمنة أو معقدة، لكن الأدوية اللازمة لهم لم تكن متوفرة، كنت أبذل جهدي للبحث عن بدائل مناسبة، إلا أنه في بعض الحالات لم أجد شيئاً – في تلك اللحظات، شعرت بالعجز، وبأنني خذلت المريض على الرغم من محاولاتي. من المؤلم أن ترى المعاناة ولا تملك الوسيلة الكافية لتخفيفها”. 

وأكملت حول تأثير العلاج النفسي عن بعد على حياتها الشخصية أو تجاه صدمات الحرب بقولها: “بلا شك. هذه التجربة غيرت الكثير في داخلي. أصبحت أكثر وعياً بحجم الألم النفسي الذي يعيشه الناس، خاصة النساء والأطفال. أصبحت أقدر النعم البسيطة، كالأمان والدعم، وأدركت أن الصدمة النفسية قد تترك أثراً أقسى من الجراح الجسدية، و حتى أبسط دعم نقدمه يترك أثراً، أرى كيف يعود الأمل تدريجياً إلى قلوب الناس، وكيف تبدأ حياتهم بالتحسن على الرغم من الصعوبات. هذا الشعور هو ما يدفعني للاستمرار”. 

ويضيف الدكتور حسن جمعة: “هو غيّر منظوري عن الحياة كلياً وغيّر كيفية تعاملي مع الأشياء يعني ما عدت أزعل على عدم تحقيق أو فقدان شيء مش مستاهل. أما عن نظرتي تجاه صدمات الحرب فصمود ومرونة الناس في غزة أذهلتني لأني فعلاً كنت أتوقع أعراض أسوأ من كده”. 

ويكمل حديثه قائلاً: “أصعب قصة كانت سيدة في الوسط نزحت أكثر من مرة وهي تهتم ببنت أختها اليتيمة المبتور لها قدم وما كان عندها موارد ولا عارفة توفر أساسيات الحياة وبنفس الوقت الطفلة مش عارفة تتحمل تعيش من غير قدمها المبتورة فكان الوضع صعب نفسياً علي هذه السيدة التي لا تعرف كيف تتعامل مع موت أهلها، الطفلة اليتيمة المقهورة، النزوح وعدم توفر أساسيات الحياة”. 

التطوع من أجل غزة 

تجربة التطوع في الأعمال الخيرية تزداد أهميتها في أوقات الحروب والأزمات،  فكما له دور كبير في وقت السلم، فله الدور الأكبر في الأوقات العصيبة، وهنا تبرز قوة المؤسسات الخيرية وكفاءة المتطوعين فيها وقدرتهم على إثبات أنهم على قدر كبير من المسؤولية تجاه الأحداث الجليلة خصوصاً مثل ما نعيشه ونراه في غزة. 

تضيف المعالجة النفسية آية رشاد حول أهمية استغلال الخبرات السابقة في التطوع بقولها: “لقد عملت كمعالِجة سلوكية لمدة سبع سنوات، والحمد لله، مستخدمةً طرقاً متعددة مثل العلاج السلوكي المعرفي، وعلاج القبول والالتزام، وتحليل السلوك التطبيقي، وغير ذلك، مع كل من الأطفال والبالغين الذين مرّوا بتجارب صادمة”. 

وأكملت الطبيبة ديما محمد: “أرى أن التطوع ليس مجرد عمل يقدم في وقت الفراغ، بل هو أسلوب حياة ينبع من شعور بالمسؤولية تجاه الآخرين. هو وسيلة نبيلة للعطاء، تمنح الإنسان قيمة حقيقية وشعوراً عميقاً بالرضا الداخلي. نساعد الآخرين بصدق، فإننا في الحقيقة نساهم في ترميم شيء بداخلنا أيضاً”. 

وأكملت في نصيحتها لمن يفكر في التطوع بقولها: “أنصحه أن يخوض هذه التجربة بقلب منفتح وروح مستعدة للعطاء، التطوع في هذا السياق ليس سهلاً دائماً، لكنه غني بالمعاني الإنسانية. ستتأثر، وربما تتعب، لكنك ستشعر في المقابل بأنك ساهمت في تخفيف ألم حقيقي، وأنك تركت أثراً لا ينسى في حياة شخص ما”. 

وتضيف عن الدافع الذي جعلها تنضم لصحة غزة عن بعد: “كنت قد شاركت سابقاً في الكثير من الأعمال التطوعية، لكن تجربتي مع صحة غزة كانت مختلفة تماماً. هنا الأمر لم يكن مجرد نشاط مؤقت أو عمل جانبي، بل أصبح مسؤولية حقيقية وأسلوب حياة. شعرت أن لدي خبرات ومهارات يمكنني استثمارها لخدمة الناس في وقت يحتاجون فيه للمساعدة، فكان لزاماً علي أن أكون جزءاً من هذا الجهد العظيم، وأن هذه التجربة غيرت نظرتي للتطوع، إذ أصبح جزءاً أساسياً من يومي، وليس مجرد نشاط وقت فراغ، تحملت مسؤولية أكبر تجاه الأشخاص الذي أساعدهم، وأدركت أن العمل الإنساني يحتاج توازناً بين التنظيم والرعاية الطبية، وأن لكل دور قيمته في صنع الأمل”. 

رسالة إلى أطباء العالم 

على الأطباء واجب كبير في هذه الحرب من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، الكل مسؤول والكل كذلك يملك أدوات المشاركة الفعالة في التصدي للعدوان الغاشم على نساء غزة بشكل خاص وعلى أهل غزة بشكل عام. 

لذلك ترسل الطبيبة ديما تحيتها إلى جميع أطباء العالم موجهة إليهم بضرورة المشاركة في التطوع بقولها:  أنصح من يريد التطوع أن يعتبره واجباً إنسانياً، وأن يبحث عن المجال الذي يناسب قدراته، مع الالتزام والنية الصادقة، لأن هذا هو ما يصنع الفرق الحقيقي، وأن العمل التطوعي حيث يكون منظماً ومخلصاً يحمل قوة تغيير حقيقية. كل جهد مهما كان صغيراً يضاف إلى جهود الآخرين ليصبح جزءاً من تغيير ملموس في حياة الناس، غزة تواجه تحديات كبيرة ولا يمكن حلها إلا بتكاتف الجميع، مهما كانت خبرتك أو مهارتك بسيطة، فدورك مهم ولا يمكن الاستغناء عنه، لا تنتظر الظروف المثالية، فكل جهد تضيفه يحدث فرقاً حقيقياً، وأنصح كل متطوع أن يخوض هذه التجربة بقلب منفتح وروح مستعدة للعطاء. التطوع في هذا السياق ليس سهلاً دائماً، لكنه غني بالمعاني الإنسانية، ستتأثر، وربما تتعب، لكنك ستشعر في المقابل بأنك ساهمت في تخفيف ألم حقيقي، وأنك تركت أثراً لا ينسى في حياة شخص ما، وأن وجودكم مطلوب وضروري، حتى وإن كان عن بعد، هناك من ينتظر دعمكم، ومن يتشبث بكلمة طمأنينة، أو استشارة تغير مجرى يومه أو حتى حياته. لا تستهينوا بقيمة ما تقدمونه، فالفرق الذي تصنعونه لا يقاس بالمكان، بل بالتأثير، حيث من أجمل اللحظات التي لن أنساها كانت لحظة استلامي لأول مريضة للتواصل معها وتقديم ما تحتاج إليه من دعم وعلاج، في تلك اللحظة، شعرت بأنني فعلياً أترك أثراً، كانت لحظة بسيطة، لكنها حملت في داخلها الكثير من الرضا”. 

ويضيف الطبيب حسن جمعة بقوله: “التجربة تستحق، نرجو المساعدة، الوضع صعب وأي شيء تستطيع أن تفعله مهم”. 

إعداد: 

مهند أدهم 

مؤسسة “صحة غزة” 

إنعام خالد ـ المشرفة على فريق المؤسسة عن بعد  

ديما محمد ـ منسقة استقبال المتطوعين الطبيين  

روفيدا محمد ـ معالجة نفسية