إسرائيل اغتالت فؤاد شكر، لكن من اغتال الحكومة؟

يوليو 31, 2024

A-

A+

في مساء الأمس، اهتزت الضاحية الجنوبية لبيروت بانفجار قوي نجم عن استهداف إسرائيل لأحد أبرز قادة حزب الله، فؤاد شكر. هذا الهجوم يفتح الباب واسعًا أمام تساؤلات عميقة حول قدرة الحكومة اللبنانية على حماية البلاد وتوجيه الأزمات. إذ بينما كان الشارع اللبناني يعيش في حالة ترقب وخوف، لم تقدم الحكومة سوى طمأنات بأن الضربة ستكون محدودة، ليجد المواطنون أنفسهم محاصرين بين تصريحات مطمئنة وأرضية واقعية تنذر بمزيد من التصعيد.

إن حكومة لبنان تبدو وكأنها في حالة من الموت السريري، عاجزة عن اتخاذ أي خطوات جادة أو قرارات تضع حداً للتوتر المتزايد. من المؤسف أن نرى بلدًا بكامله يتجه نحو المجهول، في وقت تقف فيه حكومته مكتوفة الأيدي، غير قادرة على الفعل أو التأثير في مسار الأحداث. السؤال هنا ليس فقط عن القائد الذي اغتالته إسرائيل، بل عن الحكومة التي فقدت قدرتها على إدارة الأزمات وحماية شعبها.

في هذا السياق، يبدو أن المجتمع الدولي لا يزال غير قادر على فهم الواقع اللبناني المعقد، أو ربما لا يرغب في التدخل بجدية لحل الأزمة. الدول الكبرى تقدم وعوداً فارغة وتطمينات غير واقعية، بينما الواقع يزداد سوءاً. كلما زادت الضغوط الدولية على حزب الله، ازداد قوة وتفرد الحزب بالسلطة، ومعها تتفاقم الأزمات الداخلية.

في ضوء هذه الأحداث، يبرز دور حزب الله كفاعل رئيسي في الساحة اللبنانية، قادر على اتخاذ قرارات بمفرده دون اعتبار لحكومة البلاد. هذا الوضع يجعل من لبنان ساحة صراع إقليمية تتنازعها مصالح دولية، في حين يتخبط الشعب اللبناني في دوامة من الأزمات الاقتصادية والسياسية والأمنية.

إن استهداف فؤاد شكر ليس مجرد عملية عسكرية، بل هو جزء من حرب استراتيجية معقدة تهدف إلى زعزعة استقرار لبنان وإضعاف حزب الله. ولكن هذه الحرب، مهما كانت أهدافها، لا يمكن أن تحقق مصالح الشعب اللبناني، الذي يدفع الثمن من أمنه واستقراره.

لبنان يقف على مفترق طرق حاسم؛ إما أن يجد قادته السبيل لتوحيد الصفوف ووضع حد للصراعات الداخلية والخارجية، أو أن يستمر في الانحدار نحو المجهول، حيث لا حكومة تقود ولا شعب يصمد.