سنة النكسات للثنائي الشيعي فهل يطبّق “الحزب” تهديداته؟

يونيو 12, 2023

A-

A+

إن كان لا بد من وضع عنوان لهذا العام، فإنه يجب أن يكون “سنة النكسات للثنائي الشيعي”. هذا العنوان هو الأكثر دقة وتعبيرًا. فمنذ ١٥ أيار العام الماضي، ومع زيادة عدد مقاعد المعارضة في المجلس النيابي، يتعرض الثنائي الشيعي ومحور الممانعة لسلسلة من الهزائم.

منذ الانتخابات النيابية، يعاني المحور من تراجع سياسي متوالي. لا يمكننا نسيان تقليص دور رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال جلسة انتخاب رئيس البرلمان. بعدما كان يحتكر هذا المنصب بفضل حصوله على أغلبية أصوات أعضاء المجلس في جميع الدورات السابقة، تقلصت حصته في المرة الأخيرة إلى 65 صوتًا فقط بعد المسرحية التي نصبها التيار الوطني الحر وحركة أمل لتعيينه رئيسًا للمجلس.

أما بالنسبة للتطورات بعد الانتخابات، فقد كانت أكثر مرارة وصعوبة لمحور الممانعة في قبولها. فقد أعرب الشباب في الجامعات والمؤسسات التعليمية في مختلف مناطق لبنان عن استيائهم من الفساد، وحصلت قوائم المعارضة على النصيب الأكبر في الهيئات الطلابية. والخسارة الأكبر لمحور الممانعة هذا العام يجب أن تكون خسارة سيطرته على البلاط الحكومي. في 31 تشرين الأول، انتهى عهد المافيا والميليشيات التي كانت تضمن شرعية السلاح الذي استخدم داخليًا بدلاً من الوقاية من الأعداء الخارجيين، وفي نفس الوقت، قام السلاح بتأمين شبكة واسعة من الولاءات لضمان استمرارية نفوذه والمحافظة على نفسه.

بين الانتخابات النقابية والانتخابات الطلابية وخروج شخصية برتقالية من السلطة، يتلقى الثنائي ضربات لا يتوقعها، وكان أقسى ضربة له عندما بدأت التوترات بين التيار الوطني الحر وحزب الله، خاصة مع تمسك الأخير برئيس تيار المردة سليمان فرنجية. سرعان ما بدأ رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل باللعب ومحاولة التقارب مع شخصيات خارج دائرة “الحزب” لإثارة غضبه واجباره على التراجع عن قراره.

الملاحظ في هذه المرحلة هو رد فعل حزب الله على جميع الأحداث السياسية، وليس سلسلة الهجمات على محور الممانعة أو الصراع بين باسيل وفرنجية. حتى اليوم، يواصل حزب الله وفريقه التحدث إلى المجتمع اللبناني من خلال مبدأ القوة التي كانت متاحة له بعد انتهاء الحرب. رسائل الحزب في الأسبوع الماضي من خلال جريدته “الأخبار” كانت تصعيدًا وتهديدًا واضحًا لمرشح المعارضة جهاد أزعور، من خلال صورة تجمعه مع الشهيد محمد شطح. لم يكن أزعور هو الهدف الوحيد للصحيفة الصفراء، بل طالت أيضًا باسيل وكانت رسالة قوية له بالعودة لتحت جناح الحزب أو تحمل عواقب أفعاله. رئيسا حزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية وليد جنبلاط وسمير جعجع أيضًا لم يسلموا من كلمات “الأخبار”، حيث اتهمتهم بالجنون لمحاولتهم مواجهة حزب الله ومحوره.

أخيرًا، يمكن الجزم بأن حزب الله يعاني اليوم من نقص التغطية التي كان يتمتع بها من قبل “التيار”، ويحاول استعادتها بعد اهتزاز الوفاق معه بسبب الإصرار على فرنجية. حاليًا، حزب الله في أضعف حالاته، حيث أن القوة السياسية، بما في ذلك بعض حلفائه، قد حبسته في تسمية أزعور، مما أدى إلى التصعيد “الشكلي” في رسائله لتذكير الخصوم والحلفاء بقوته وقدرته على فرض القرار. ولكن إذا هبت رياح الرئاسة بشكل لا يحبذه حزب الله، هل سيشهد الوضع أحداثًا أمنية مثل غزوة عين الرمانة وحادثة 7 أيار؟ وهل سينتقل حزب الله من مرحلة التصعيد إلى مرحلة التنفيذ؟