الرئيس عالق بين الحرب والتعطيل

أغسطس 23, 2024

A-

A+

منذ بدء حزب الله شن هجماته على إسرائيل في الثامن من تشرين الأوّل 2023 معلنًا “إسناده” للمقاومة في غزة لم يحرّك الملف الرئاسي في الداخل اللبناني ساكنًا إلّا ببعض التحرّكات التي تقوم بها أحزاب المعارضة من حين إلى آخر وبعض سفراء دول اللجنة الخماسية، فيما لم تُحدث تلك التحركات أي خرق في هذا الملف لأن بعض الأطراف داخل الدولة تعير اهتمامها لخرط لبنان المنهك من أزماته الداخلية في حرب لا يريدها اللبنانيون.

بات معروفًا أن قرار انتخاب رئيس جديد للجمهوريّة من عدمه يأخذ في الخارج ويطبّق في لبنان، فأيران مسيطرة على البلد بسلاح غير شرعي تضعه في يد  حزب ينعت نفسه بال”مقاومة” وينصّب نفسه مدافعًا عن الأراضي اللبنانية وهو يعلم تمامًا أنّ استخدام السلاح في الداخل اللناني لخدمة مصلاحه ينفع أكثر من استخدامه ضد إسرائيل، إيران وأداتها حزب الله التي تستخدمه كالدمى المتحرّكة ما هم إلّا بساعين للسيطرة على ما تبقى من سيادة الدولة التي تشاركها في خرقها الولايات المتحدّة الأميركيّة وتسعى هي الأخرى للتحكم الداخل اللبناني بأدوات خاصة أيضًا ومن الناحية الاقتصادية والقروض الدولية التي تعطيها أو لا بشروط  تضعها في خانة “إصلاحية” وتكون هي الأخرى أيضًا تلعب دور الأم الرؤوم في الداخل، أضف إلى ذلك الدور البارز الذي تلعبه الدول العربيّة في محاولة لانتخاب رئيس جديد لا سيما عبر اللجنة الخماسيّة وخاصة مصر التي لا يكل سفيرها في لبنان علاء موسى من الظهور الإعلامي ويخرج بتصريحات كأنه نصّب من قبل الدولة اللبنانية متحدّثًا باسمها وخاصة بالشأن الرئاسي إذ صرّح أخيرًا أنّ الملف واقف حاليًّا بسبب التطورات الإقليميّة.

إيران والولايات المتّحدة عرابتا الرئاسة في لبنان منهمكتنان في الحرب، الأولى تحاول إشراكه بها والثانية تحمي عدوته الأولى إسرائيل، واليوم بدل أن يكون المواطن اللبناني يطالب الدولة ومجلس النوّاب بانتخاب رئيس جديد ينتظر الهدنة أو انتهاء الحرب لالتفاف الخارج نحو الملفات الداخلية.

إذًا، لعبت الدولة اللبنانية دورها وحوّلت الأنظار من عليها نحو الخارج وجعلت سيادة أراضيها وسياستها مباحة لكل من يريد تمرير مصالحه في الشرق الأوسط وكلّ من لديه خطط مستقبلية في السيطرة، إلى هنا السيطرة على العقول وبعدها تبدأ على الأرض فلا إيران أو غيرها مهتمون لمصلحة لبنان ولا قضيتهم الأولى تحرير الأراضي الفلسطينية المحتلة إنما هي حجّة تاجروا بها من أجل إقامة مشاريع استعمارية تلغي التنوع في المنطقة.