بدأت صناعته 2500 عامٍ قبل الميلاد… الفينيقيون غزوا العالم بالنبيذ اللبناني

لقرون، كانت أصول صناعة النبيذ وزراعة كروم العنب محل نقاش ساخناً. بينما جادل الكثيرون بأنه بدأ بالقرب من أرمينيا وجورجيا، هناك أدلة تشير إلى أن الفينيقيين كانوا في الواقع أول من أدخل النبيذ إلى العالم القديم.

وفقاً للجغرافي اليوناني سترابو، من القرن الأول قبل الميلاد، وبليني الأكبر، المؤرخ الروماني من القرن الأول الميلادي، كان الفينيقيون مسؤولين عن نقل النبيذ بكميات كبيرة عبر البحر الأبيض المتوسط وحتى اختراع صناعة النبيذ.

وفي أيلول 2020، اكتشف باحثون معصرة نبيذ لا تزال بحالة جيدة في موقع تل البراق الأثري، يقع جنوب مدينة صيدا على مسافة 8 كيلومترات تقريباً.

يعتقد علماء الآثار أن هذه المباني التي يعود عمرها لـ 2600 عامٍ كانت تُستخدم في تصنيع النبيذ، ويُعتقد أن الفينيقيين استخدموا مزيجاً من الجص أو المُلاط، صُنع من الجبس وفتات السيراميك المسحوق، لبناء تلك المعصرة.

كتب باحثون في مجلة Antiquity أن الناس الذين عاشوا في تلك المستوطنة الفينيقية جلبوا العنب بعد حصاده من المناطق المجاورة إلى ”مصنع“ النبيذ حتى يُسحق ويُسال، عن طريق الضغط عليه ودوسه بالأقدام داخل المعصرة.

تفيد الأدلة التاريخية، تحديداً تلك التي خلفها الرومان، أن الفينيقيين زرعوا الكرمة وأنتجوا منها النبيذ قبل 2000 عامٍ من مجيء المقدوني، وأن الفينيقيين صدروا النبيذ لمصر نحو العام 2500 قبل الميلاد، ووصل النبيذ الفينيقي أيضاً إلى بلاد الإغريق وروما.

اليوم، اشتهر لبنان بنبيذه الفاخر، مع مصانع النبيذ المملوكة من العائلات التي تحمل هذا الإرث من التميز في صناعة النبيذ.